السلام عليكم ورحمة وبركاته

أشكركم على هذا الموقع الرائع الجميل.

أنا شخص كنت طموحًا جدًا، لدي ميول وهواية وشغف بالحاسوب، وكل ما يتعلق به من أمن وحماية وبرمجة، قبل 9 أشهر كنت على ما يرام، والآن أصبحت لا أطيق الجلوس على الحاسب الآلي، وأشعر بضيق وكآبة كأن روحي تخرج، وأميل للخمول والكسل!

قمت بعمل فحص شامل لجميع جسدي، ووجدت نقصًا في فيتامين (د)، وأصبحت أتناول الأقراص يوميًا كل 12 ساعة، وأشترك في نادي لياقة حتى أمارس الرياضة.

عملت حجامة، وما زلت أشعر بالضيق والاكتئاب والخمول، والغدد سليمة، وأصبحت أستمع لسورة البقرة يوميًا، وبدأت الوساوس تنزل علي، وأصبحت مشتت الذهن وكثير النسيان، وأصبحت أرى أن لا هدف لي في الحياة، وأني شخص أقل مقارنة بأصدقائي.

إن خرجت من المنزل أصاب بكسل فظيع جدًا، لا أعلم سببه، وأصبحت مهملاً جدًا للصلاة، وأحياناً أكون نشيطًا لها، وأقاوم الكسل الذي يأتيني وقت الصلاة، وكأن شيئًا يصدني عنها، فأصبحت أسمع النداء للصلاة ولا أذهب، وبعد أن تنتهي الصلاة أذهب إلى النادي وأقضي ساعتين فيه!

أفيدوني، بارك الله فيكم، ونفع بعلمكم الإسلام والمسلمين.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مجهول حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم على تواصلكم معنا.

ما تعاني منه بما أنك قد أجريت الفحوصات اللازمة؛ واستعملت العلاج ولم تشعر بتحسن فالذي يمكن أن ننصحك به الآتي:

المحافظة على الصلاة في أوقاتها، وعلى الذكر، وقراءة القرآن، وأذكار الصباح والمساء وأذكار النوم، وأكثر من الاستغفار والدعاء، وخاصة في أوقات الاستجابة، وتصدق على الفقراء، فالصدقة لها أثرها في تفريج الكرب -بإذن الله تعالى-.

ننصحك بالرقية الشرعية، فعن أبي سعيد الخدري، أن ناسًا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانوا في سفر، فمروا بحي من أحياء العرب فاستضافوهم فلم يضيفوهم، فقالوا لهم هل فيكم راق فإن سيد الحي لديغ أو مصاب، فقال رجل منهم نعم فأتاه فرقاه بفاتحة الكتاب فبرأ الرجل، فأعطي قطيعًا من غنم فأبى أن يقبلها، وقال حتى أذكر ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم-، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال يا رسول الله والله ما رقيت إلا بفاتحة الكتاب، فتبسم وقال: (وما أدراك أنها رقية)، ثم قال: (خذوا منهم واضربوا لي بسهم معكم)، [رواه مسلم برقم 5863].

إن الاستشفاء بالفاتحة ممكن في كل مرض، سواءً كان سحرًا أو مسًا أو حسدًا، فيمكن التداوي بالفاتحة عن طريق قراءة الفاتحة مرة أو أكثر، ثم النفث على اليد ومسح مكان الألم؛ أو القراءة على ماء وشربه؛ أو الاغتسال به بشرط أن لا يسقط في مكان النجاسات، أو قراءة الفاتحة على عسل ثم تناوله، أو غير ذلك مما ثبت بالتجربة نفعه.

قال ابن القيم: كان يعرض لي آلام مزعجة بحيث تكاد تقطع الحركة مني، وذلك في أثناء الطواف وغيره فأبادر إلى قراءة الفاتحة وأمسح بها على محل الألم فكأنه حصاة تسقط، جربت ذلك مرات عديدة، وكنت آخذ قدحًا من ماء زمزم فأقرأ عليه الفاتحة مرارًا فأشربه فأجد به من النفع والقوة ما لم أعهد مثله في الدواء"، [مدارج السالكين (1/ 58)].

اقرأ سورة البقرة على الأقل كل ثلاثة أيام مرة، وإذا شعرت بالتعب فيمكن أن تستمع لها من صوت أي قارئ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (اقرؤوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة)، قال معاوية: بلغني أن البطلة السحرة. رواه مسلم، الرقم: 804.

خذ عسلاً طبيعيًا، واقرأ عليه سورة الفاتحة وأية الكرسي والمعوذات 3 مرات، وكل منه.

من الرقية التي يمكن أن ننصح بها: خذ قليلًا من الماء وأضف عليه ملحًا وأوراق سدر مطحونة ثم اقرأ عليه الفاتحة سبع مرات، وآية الكرسي سبع مرات، وأول خمس آيات من سورة البقرة سبع مرات، وسورة الكافرون سبع مرات، وسورة الإخلاص سبع مرات، وسورة الفلق سبع مرات، وسورة الناس سبع مرات، والآيات الواردة في شأن السحر والحسد، ثم اشرب منه قليلاً، واغتسل به بعد أن يوضع في الثلاجة ليكون باردًا، إذا استطعت، ويُغتسل به عدة مرات حتى يكاد ينتهي، ثم ما تبقى لا يرمى في الحمام بل يكب في مكان طاهر، واستمر على هذا إلى أن ترى تحسنًا.

استمر في الرقية الشرعية وداوم عليها، وإذا شعرت بالتعب؛ فتوقف لأيام ثم عد للرقية مرة أخرى.

أما علاج الوسوسة: فالذي أعلمه أنها من أعراض الحسد، وتزول عندما تقرأ الرقية الشرعية -بإذن الله تعالى-، ولكن إذا لم تزل بالرقية فلها علاج آخر في السنة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا، من خلق كذا، حتى يقول: من خلق ربك؟! فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته)، [رواه البخاري برقم 3276]، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال: خلق الله الخلق، فمن خلق الله؟! فمن وجد من ذلك شيئاً فليقل: آمنت بالله، وفي رواية: يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق السماء؟ من خلق الأرض؟ فيقول: الله، ثم ذكر بمثله، وزاد: ورسله، [رواه مسلم برقم 1349].

علاج الوسوسة من خلال الحديثين يكون في أن يعلم أن الوسوسة من كيد الشيطان، والإنسان المؤمن أقوى منه، وكيد الشيطان ضعيف إذا قوي المؤمن بالذكر وقراءة القرآن، وقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم عندما تطرأ الوسوسة، وقول آمنت بالله ورسوله؛ أو قول آمنت بالله ورسله، وأن ينتهي من فيه هذا المرض عن الاستطراد فيها، بل يلزم التوقف وإشغال النفس بأمر آخر نافع ومفيد، ومما يمكن أن يكون من علاج الوسوسة البعد عن الخلوة، إلا مع عمل شيء نافع.

نسأل الله تعالى أن يفرج عنك؛ وأن يرفع عنك كل بلاء؛ وأن يسعدك في الدنيا والآخرة.

وبالله التوفيق.