السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة، عمري 20 عاما، أدرس في الجامعة، أحببت شابا منذ سنتين ولا زلت، كنت معجبة فيه في السنة الأولى، وبعد سنة جاء إلي موضحاً بأنه يحبني ويريدني زوجة له، تفاجأت وقلت له أن نتعارف بالأول، وهذه أول غلطة لي.
يوماً بعد يوم اكتشفت بأنه يشبهني كثيراً، وهو كثيراً يشبه الشاب الذي أحلم فيه كزوج، أحببنا وتعلقنا ببعضنا، وليس معنى الحب كحب المراهقة، هو شاب عقلاني وأنا كذلك، وأردنا بعض بالحلال.
وفي يوم قبل 5 شهور تقدم لخطبتي ابن عمي وهو صاحب خلق ودين، أهلي فرحوا كثيراً ولكني رفضت، عرف أهلي سبب رفضي وهو حبي للشاب -انكشف سري- حاول الشاب التحدث مع أهلي لطلب يدي، علماً بأننا كنا مخططين لأن يطلب يدي في شهر 4 القادم، ولكن الأحداث سبقتنا، فرفض أهلي التحدث إليه ومقابلته، منعوني من مقابلته وقام والدي بتهديدي بالذهاب إليه لضربه، فابتعدت عنه وقمت بالموافقة على ابن عمي في لحظة ضعف، ولكن بعد مرور شهر اشتقت للشاب وبشدة، وكنت أفكر فيه طوال الوقت حتى عندما أكون مع ابن عمي، ثم بدأت أدعو الله بأن يخلصني من ابن عمي بأيسر الطرق حتى لا أظلمه معي، وفعلاً ابتعدت عن ابن عمي لملاحظته عدم سعادتي معه بطريقة سلسة ومن دون أي حدوث مشاكل بين العائلتين، كأن الله سهل الأمر.
بعد ذلك عدت للشاب وكنا كالمجانين، أصبحنا نحب بعضنا بشكل كبير، وصرنا نتحادث دائما وبكل شيء، حتى أصبح لا يوجد حدود بيننا، أصبحنا نتعامل مع بعضنا على أساس كأننا متزوجين، قمت بخطأ أو أخطاء، وأصبحنا نلمس أيادي بعضنا، ثم المعانقة، وأحيانا نقبل بعضنا ثم نندم ونتوب، ثم نكرر الخطأ وهكذا.
خلال هذه الفترة أصبحت أمرض، وكلما أذهب للدكتور يظنون وجود مرض، ولكن عندما أعمل فحوصات لا يوجد شيء والحمد الله، وهو كذلك أصبح لا يعرف الراحة، نفسيته تعبت وعقله لا يرتاح من كثرة التفكير، كأن الله يعاقبنا على أخطائنا.
فهل علاقتي مع الشاب خاطئة؟ وهل يغفر الله لمن عصى ثم تاب ثم أعاد الخطأ؟ علماً أننا نندم ونبكي على ما فعلناه، ولكن الشيطان والشوق والابتعاد والضغوط أحيانا تجعلنا نقوم بأمور من دون تفكير. وهل من الممكن أن يتغير تفكير أهلي ويلين قلبهم؟
سبب رفضهم للشاب لأنه طالب جامعي ومن دون مستوانا الرفيع والعلمي والمادي، وكذلك لأنه غريب وأهلي يريدون لي ولأخواتي أزواجا من العائلة أو قريب لعدم وجود إخوة لي خوفاً من المستقبل وحفاظاً على حقوقي.
أنا واثقة بأن الله قادر على كل شيء، ومنذ شهر رمضان وإلى اليوم وأنا أصلي وأصبحت ملتزمة وأقرأ كل يوم أو يومين صفحات من القرآن، لعل الله يغفر لي وللشاب ويجمعنا بالحلال، علماً أن هذه أول مرة ألتزم بالصلاة وبالقراءة بهذه المدة.
أدرك بأننا فعلنا أخطاء كثيرة، ولكن علاقتي مع الشاب في الحقيقة زادتني تعلقاً بالله، فأصبحت لأول مرة ملتزمة بهذا الشكل بالصلاة وبالقراءة وبالاستغفار، وطالبة بأن يجعل هذا الشاب خيرا لي وزوجاً لي وأبا لأولادي.