السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم جزيل الشكر على ما تقدمونه في هذا الصرح الشامخ جعله الله في موازين حسناتكم، وجزاكم عن المسلمين خير الجزاء.
سؤالي هو أني متزوج منذ أربعة أعوام، ورزقني الله بمولودين ذكرين، عمر الأول سنتان و10 أشهر، والآخر 7 أشهر، مشكلتنا تكمن مع الطفل الأكبر، حيث إنه عنيد وسريع الغضب والانفعال، وزاد هذا الشيء في الآونة الأخيرة؛ لأني لا أخفيكم أصبحت أفقد أعصابي، وأثور سريعاً، وأضربه أحياناً ضرباً مؤلماً على يديه، وأحياناً وجهه، وسرعان ما أندم وأتحسر على ما فعلته.
أصبح سريع الغضب، ويثور لأتفه الأسباب مثلاً لو كان يلعب بسيارته ومجرد ألمسها أو أقوم بشيء لا يعجبه يغضب ويثور، ويرمي الألعاب، ويضربني ويبصق علي، وعلى الموجودين وعلى أي شخص يكلمه، ويؤذي الآخرين ونفسه وأخيه الصغير، ويريد كل شيء هو يقوم به، فمثلاً يريد أن يفتح باب السيارة، ويشغلها، ولا يريد أحدًا يساعده، وإذا ساعدته يغضب، ويطلب مني أن أغلق الباب ويفتحه من جديد وهكذاً، هذا إذا لم يدخل في نوبة غضب، وكلما نعاقبه يزداد سوءاً.
لا أخفيكم أنه كان يشاهد كل ما يحصل بيني وبين أمه من مشاكل وخلافات أسرية أحياناً عنيفة، ولكنها انتهت -ولله الحمد-، وكل من يشاهده يقول أعانكم الله، والبعض يقول بسبب ما يشاهده في البيت بينكم، رغم أن هذا الشيء لا أحد يعرفه إلا الله، والبعض يقول: أكيد من ضربكم له، رغم أننا أيضاً لا نضربه أمام أحد.
هو الآن يفهم كل ما نقول وينفذه، ويفهم ما يدور بيننا، ولكنه لا يتكلم إلا بكلمات يسيرة، وأحياناً يريد منا شيئًا ولا نفهمه فيغضب، رغم أنه يفهم جميع ما نقوله له، فما سبب تأخر نطقه؟
أحترت بماذا نعاقبه أذا أخطأ؟ وكيف نتعامل معه؟ صرنا نغلق عليه في غرفة ألعابه لمدة يسيرة والإضاءة موجودة، وأشعر أنها تأتي بنتيجة، ولا نكلمه أبداً حتى يبدأ بمناداتنا، وأحيانا يخرج من نفسه، وقد هدأت نفسه، وصرنا لا نكترث لغضبه إذا أخطأ، ولا نكلمه إلى أن يأتي يعتذر من نفسه، علماً بأننا نقوم بتدليله ونلبي رغباته جميعها، وأنا آخذه معي في كل مشوار، وأغرقه بالهدايا والألعاب حتى أنه لا يرتاح إلا إن كان جالساً في حضني وأنا أقود حتى في السفر.
علماً بأني كنت أعمل في مستشفى للرعاية النفسية والتوحد، ولدي اطلاع بسيط على أمراض الأطفال وأعراضها، وقد قمت بنفسي باختبار سارس على طفلي، ولا أظن أن لديه توحداً؛ لأنه إذا كان هادئاً يكون في قمة الجمال والبراءة، وهو اجتماعي جداً ومحبوب وذكي، ولم يكن يقم بهذه الأفعال سابقاً، كان يغضب، ولكنه يبكي، ولا يؤذي أحداً أبداً.
لا أريد أن أعرضه على طبيب نفسي لأمور اجتماعية، ولثقتي فيكم، وفي علمكم -بارك الله فيكم-، ولكنه ابتلي بما ذكرت، وأنا أعلم أننا السبب أنا وأمه فيما هو فيه بجهلنا، وعدم صبرنا، ولكن نسأل الله أن يعيننا، وأن يوفقنا لحسن تربيته.
هل من أمل في أن يستقيم حال طفلنا، وأن تخف عنه هذه النوبات، وهذا السلوك غير المرغوب؟
آسف جدًا على الإطالة، ولكني أردت أن أشرح المشكلة بالتفصيل، ولكم جزيل الشكر.