السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
سأروي لسيادتكم قصتي، وكلي أمل بالله، ثم بكم أن ترشدوني إلى الصواب، أنا إنسان عاطفي جداً، أحب أن أكون مرتبطاً عاطفيًا دومًا، ومنذ صغري كنت أحب وأتعلق بفتيات، وكبرت وكبرت معي العاطفة وأنا -ولله الحمد- لي أم وأب حنونان عليّ منذ صغري، ولم يحرماني من العاطفة، ولا الحنان قط.
بعد تخرجي من كلية الطب انصدمت بفتاة كنت على علاقة معها، وكنت أنوي أن أتزوجها، وقد تم التحدث لأهلها وكانت بعيدة عني في بلد آخر، حيث إنها تركتني وأشعرتني بفراغ كبير، وبعدها جاء لي طبيب صديقي، وصعب علي حالي، وقال لي في يوم: " دعنا نخرج في لقاء لأصدقاء لنا في الجامعة"، وفي ذلك اللقاء تعرفت على فتاة، وأصبحت مع الوقت شغلي الشاغل، واستحوذت على كل تفكيري، وأغرمت بها، وكان الناس ينصحوني بأن أنهي علاقتي معها؛ لأن سمعتها سيئة جداً، وكانت على علاقة بشاب من نفس الجامعة، وأنها غير شريفة، وأنا أعماني الحب؛ ولأنني تخرجت من الجامعة، فنويت الزواج فورًا لكي لا أغضب ربي أبداً.
علمًا بأنني وبكل سهولة كنت أستطيع أن أفعل أي شيء معها؛ لأنها سلمتني جسدها -والعياذ بالله- وعلمًا بأنني خلال سنوات الدراسة كنت قد ألغيت أي تفكير بغير الدراسة؛ لأنها صعبة ويحتاج لها لتركيز، فقد حاربت الناس وقلت بيني وبين نفسي الله في السماء يغفر للناس، وأنا العبد الفقير لا أغفر لها، ولم أصارحها قط، ولم أعلمها أنني أعرف الكثير عنها.
في يوم من الأيام لاحظت أنها تتوغل في العلاقة معي، وتريد أن تأتي عندي الشقة، وإذا كنا في مكان أو في الشارع تتعمد أن تقرب يدي من أماكنها الحساسة، وأنا لم أوافق، وبيني وبين نفسي كنت أخجل، وقمت وتحدثت لوالدها على الهاتف، وأخبرته أنني أحب ابنتك، وأريد الزواج، وأنني سآخذ بالي منها في فترة وجودها في الجامعة إلى أن يكتب النصيب، وتتخرج هي وأنا أبدأ بالعمل.
مع الأيام زادت في حركاتها الغير أخلاقية، وأنا تماديت أيضاً، وأعترف، ولكني شعرت بالذنب وقلت لها إننا نريد الزواج، ووافقت وذهبت أنا وهي لمأذون، وقام بتزويجنا مع شهود وعقد قران، ولكن قال في الآخر: أنه عرفي، وبإمكانكم أن توثقوها بسهولة من المحكمة في المستقبل، وكنت قليل الخبرة بالموضوع، ووقع الزواج وبرضاها، وذهبت لخطبتها مع أمي وأبي إلى بلدهم، وخطبتها خطبة عادية على أساس أننا نقوم بالزواج عند قاضي في المحكمة بطريق نظامية.
بعد فترة ذهبت إلى بلدي، وبدأت العمل، وتفاجأت أنها تقول لي إن والدها يرفض الزواج، وهي أيضًا مطيعة لوالدها، وتركنا بعض وطلقتها عند نفس المأذون الشرعي، وكتبت أني أعطيتها المؤخر، وأنا لم أعطها، ولكن هي موافقة؛ لأنها تريد أن لا تقع في أي مشاكل، وتم الطلاق.
وللعلم عندما كنت متزوجًا لها كانت تدعي إنها عذراء، ولكني اكتشفت أنها غير ذلك، وبررت بأنها تعرضت لتحرش وهي صغيرة من خالها، وكل هذا وأنا أغفر لها، وقلت لها نبدأ حياتنا من جديد، وننسى الماضي كله اليوم.
الآن أنا متزوج بفتاة راقية، وعوضني الله عز وجل، ولكن بعد خمس سنوات زواج، بدأت التفكير في هذه الفتاة، وأصبحت لا أنساها؛ لأنها آخر حب وأقوى حب، وأشعر أني ظلمتها مع أنها باعتني، وقالت لي أرجو أن لا تدعو عليّ، ما رأيكم يا أهل العلم أثابكم الله.