السلام عليكم

فضيلة الدكتور محمد عبد العليم، أود السؤال عند علاج أتاراكس ومدى فعاليته مع السبراليكس في علاج الهلع والقلق العام.

كذلك دواء يدعى ترانكو بوسكاس مكون من ميدازيبام ومادة أخرى، وهل من تداخل دوائي بين هذه الأدوية؛ حيث أن جرعة سيبراليكس 20 منذ عشرة أعوام؟

جزاكم الله خيرا، العمر 35.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قطعًا نحن لا نروّج لأي دواءٍ من الناحية التجارية، إنما نتحدَّثُ عن الأدوية من الناحية العلمية، وعقار (سبرالكس Cipralex) والذي يعرف علميًا باسم (استالوبرام Escitalopram) هو أفضل دواء تقريبًا لعلاج نوبات الهرع والهلع والقلق، وهو مُحسِّنٌ للمزاج، ومزيلٌ للوساوس إذا تناوله الإنسان بالجرعة الصحيحة وللمدة المطلوبة، ويتميَّزُ هذا الدواء أيضًا بالنقاء وقلة تفاعلاته السلبية مع الأدوية الأخرى، كما أنه سليم جدًّا مع كبار السنِّ.

أما الـ (أتراكس Atarax) والذي يعرف علميًا باسم (هايدروكسين Hydroxzine) فهو دواء يُستعمل لعلاج القلق، لعلاج الحساسية الجلدية، لذا نجد أطباء الجلدية يستعملونه كثيرًا، كما أنه يُحسِّنُ النوم بدرجة معقولة، والدواء ليس له أي تفاعل سلبي مع السبرالكس، يعني يمكن تناول الدواءين مع بعضهما البعض، ولا مانع من ذلك، لكن الإسراف في تناول الأتراكس ربما يؤدِّي إلى درجة بسيطة جدًّا من التعوِّد عليه.

أما الدواء الآخر الذي تحدَّثتَ عنه والذي من مكوناته (ميدازيبام Medazepam): أخِي الكريم: الـ (بنزوديازبين Benzodiazepines) عامَّة أدوية رائعة جدًّا، ممتازة جدًّا، لكن يُعاب عليها سُرعة الإدمان والتعود عليها واستعباد الناس، هذه هي الإشكالية.

لذا يجب أن تُستعمل برويَّةٍ، وبحكمةٍ، وتحت الإشراف الطبي الموثوق به، تناولها بجرعات صغيرة ولأيام بسيطة حتى تؤدِّي الأدوية الأخرى فعاليتها، هذا أفضِّله تمامًا، لكن قطعًا أنصح بأن يكون الإنسان حذرًا جدًّا، لأن هذه الأدوية استعبادية لدرجة كبيرة.

لا يوجد - أخِي الكريم - تداخل دوائي سلبي بين السبرالكس والأدوية المذكورة، لكن الحكمة تتطلب أن كل إنسان يتناول دواء لفترة طويلة يجب أن يقوم بإجراء الفحوصات الطبية الروتينية: الفحوصات الطبية الروتينية: مستوى الدم وقوة الـ (هيموجلوبين Haemoglobin)، ومعرفة مستوى السكر، الدهنيات، وظائف الكبد، وظائف الكلى، وظائف الغدة الدرقية، فيتامين (ب12)، فيتامين (د)، التأكد من ضغط الدم.

هذه ننصح بها كنوع من الأصالة النفسية، ودليل على حُسن الكفاءة في الممارسة الطبية، وقطعًا الإنسان حين يجد فحوصاته كلها سليمة تطمئن نفسه كثيرًا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكرك - أخِي - على ثقتك في إسلام ويب.