السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أنا فتاة بعمر 21 سنة، أدرس في مدرسة للهندسة، ومنذ 4 أشهر، انقلب حالي راساً على عقب، حيث فقدت الرغبة في الدراسة، وأصبت بالخمول والكسل، وأصبحت لدي نظرة سوداوية للحياة، ونمت بداخلي الرغبة بالموت.
ما يمنعني من الإجرام في حق نفسي هو شيئان اثنان؛ أولهما أني أخشى الله عز وجل وأخشى أن يغضب علي، والثاني هو أني أعرف بأنه حتى وإن حاولت فأنا لا أملك الشجاعة الكافية للقيام بشيء كهذا.
مزاجي أصبح شديد التقلب، وأصبحت أشتغل غضباً لأتفه الأسباب، حتى إن أمي اعترفت بأنها لم تعد تتحمل الشخصية التي أصبحت عليها.
أصبحت لا آكل إلا قليلاً، مما جعل وزني يتراجع بشكل كبير في بضعة أسابيع، ودراستي بعدما كانت أهم شيء لدي، أصبحت مجرد عبء يثقل كاهلي، والمراجعة والقيام بأدنى مجهود تزعجني، حتى إني في بداية هذا العام الدراسي انهرت بكاء، لأني لم أكن أرغب بأن أعود إلى الدراسة.
علماً أني أصبت بحالة مشابهة قبل بضع سنوات، بعد أن فشلت بالالتحاق بمدرسة الهندسة المعمارية التي كنت أحلم بها منذ الطفولة، لكن الوضع لم يصل إلى حد الرغبة بالموت؛ حيث عدت لطبيعتي بعد فترة قصيرة، ومع هذا، أعتقد أن ذلك شكل لي نوعاً من الصدمة والشعور بالإحباط الذي لم يزل حتى بعد أن التحقت بجامعة لدراسة الهندسة الصناعية، فأنا أشعر بكراهية عميقة تجاه قريبة لي لأنها حصلت على ما كنت أتمناه بينما أنا لا.
ما يزيد الطين بلة، هو أني لطالما رغبت بالدراسة في الخارج لكني على يقين تام بأن أسرتي لن تسمح بذلك على الاطلاق.
علماً بأن مساري الدراسي يحتم علي أن أكمل دراستي في الخارج من أجل الحصول على وظيفة في وطني، وهذا الأمر يزيد من شعوري بالإحباط وبالفشل.
أحياناً أكون في قمة السعادة، حيث أقنع نفسي بأن الخير في ما اختاره الله، وأقوم ببث الحماس في نفسي من أجل بذل مجهود أكبر.
أحياناً أخرى -كثيرة- أجد نفسي منهارة نفسياً، أبكي وأتحسر على ما فاتني وأقارن نفسي بالآخرين وآسى على حالي.
أفكر كثيراً بالانقطاع عن الدراسة لكني أعرف أني إن فعلت فسأكون بذلك قد دمرت مستقبلي، وجعلت من نفسي أضحوكة أمام الآخرين، لكني في الوقت نفسه، أجد صعوبة في تحفيز نفسي من أجل الاستمرار.
أرجو منكم مساعدتي على إيجاد حل لهذا الوضع، جزاكم الله خيراً وجعله في ميزان حسناتكم.