السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أصبت بمرض الاكتئاب قبل خمس سنوات؛ حيث إني كنت مستلقيا على السرير، وبشكل مفاجئ تعرضت لنوبة من الذعر والهلع، والخوف، وخفقان القلب، وحزن شديد، لدرجة أني لا أستطيع أن أثبت في مكان واحد، أو أجلس، وفي حال جلست أشعر بضيق بالتنفس، وعدم الارتياح، ورغبة الأكل انعدمت نهائياً، ولا أستطيع النوم إلا لدقائق، وبعدها أفيق، لدرجة أني كنت أسأل الوالدة: هل سأعيش طول العمر على هذه الحالة؟ وكانت تهدئني، ولكني أنظر بنظرة سوداوية، فاقد للأمل، كنت أشعر أنه من الاستحالة العودة للحياة الطبيعية بعد هذه الحالة، هناك شيء بالمخ قد تغير.
بعد أسبوعين من المعاناة، وبمساعدة الأهل، ذهبت إلى الطبيب النفسي، وبعدما فحص الجسم فحصاً شاملا، وثبت أنه سليم -ولله الحمد- شخص الطبيب النفسي الحالة على أنها حالة اكتئاب، ووصف لي دواء السيروكسات بجرعات قليلة، ثم تم تزويدها، و-لله الحمد- عادت الحياة طبيعية بظرف أسبوع، وبعد التحسن أصبحت آخذ الدواء بشكل عشوائي متى ما تذكرته، مرة بالأسبوع أو مرتين، وأحيانا آخذه يوميا لمدة خمس سنوات.
أتممت دراستي الجامعية، وتخرجت، وأتتني فرصة للابتعاث، وذهبت، وأمضيت ستة أشهر بالغربة طبيعية، ومجتهداً بالدراسة، إلى أن أتتني نفس الحالة بشكل مفاجئ؛ اكتئاب، وحزن شديد، وأدركت حينها أني لن أستطيع إكمال دراساتي العليا بالغربة، وأني وحيد، وليس هناك شخص أشكو له، فاسودت الدنيا بوجهي، وحجزت وعدت إلى المملكة، وذهبت لنفس الدكتور، ووصف لي أيضا سيروكسات بجرعة (50) ملغ يومياً، ونصحني بالعودة فوراً لبلد الابتعاث؛ لكي لا تتأثر دراستي.
جلست بالمملكة شهرا تقريبا، و-الحمد لله- مع العلاج عدت طبيعيا، وبعد ذلك حجزت؛ لكي أعود لبلد الدراسة، وبالمطار شعرت بنفس الكآبة والحزن الشديد، وسوداوية، وشعرت أنه من المستحيل أن أعيش سنة كاملة وحيداً بدون أصدقاء، بدون أهل، أنا وحيد بغرفة صغيرة، فتماسكت، وأجبرت نفسي على ركوب الطائرة.
وها أنا الآن في ثالث يوم بعد العودة لأيرلندا، أعاني من اكتئاب شديد فترة الصباح، ويخف في فترة المساء إلى ضيقة وحزن وقلق، مع أني مستمر بالعلاج.
دكتور: هل أستطيع إكمال الدراسة؟ هل عاد المرض لإهمالي بالعلاج من المرة الأولى؟ أحس أني تائه، فترة الصباح أريد الحجز والعودة للمملكة، وكلما خف الاكتئاب؛ أندم، وأنا لا أريد أن أضيع هذه الفرصة على نفسي.
أتمنى المساعدة –دكتور- بماذا تنصحني؟ والآن آخذ العلاج الساعة السابعة صباحاً يوميا (50) ملغ.
آسف جداً على الإطالة.