السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

اليوم جرى شجار بيني وبين زوجي، كان يريد أن يدعوني للإفطار في أحد المطاعم الفاخرة وقمت بشكره، بعدها أخبرني أن أخاه يريد أن يأتي ليفطر معنا، فقلت: له لو أراد أخوك الإفطار معنا سوف أطبخ في المنزل ونفطر جميعا في المنزل، لأني أرغب بالذهاب أنا وأنت وحدنا إلى هذا المطعم.

فقال زوجي: أخي له حقوق وواجبات علي أكثر منك، ويهمني أن آخذه أكثر منك، وإذا أردت اطبخي لنفسك وأفطري لوحدك بالمنزل، وأنا وأخي سوف نخرج للإفطار وحدنا. قلت له: أخوك ليس له من الحقوق أكثر مني، فهو ليس أمك، وأنا سأكرمه، وعندما يأتي سأستقبله أفضل استقبال وأقوم بكل واجب له كضيف مقرب، فلماذا تقول هذا؟ فقال لي: هذا الموجود سواء أعجبك أم لم يعجبك! وقلت لك أنا وهو سنخرج وأنت ابقي في المنزل لوحدك.

رجاء يا شيخ أن تفيدني، هل فعلا أنا لا أملك حقوقا كما يملكها أخوه؟ علما أن أخاه يعمل في مدينة تبعد عنا ثلاث ساعات وهو غير متزوج.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم ياسر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يقدر لك الخير ويحسن الأقوال والأفعال، وأن يحقق في طاعته الآمال.

لا شك أن للشيطان تدخل كبير وسعي في غرس العداوات، ونحن نعاني من الرسائل الخاطئة بين الزوجين، فقد تغير فهمك للدعوة بعد دخول شقيقه، وفهم زوجك خطأ لرغبتك في إكرام شقيقه داخل المنزل، ثم تطور الجدال بطريقة سريعة، ويبدو أن مشاعر سالبة مكبوتة بدأت تتحرك فاشتد النقاش واتجه إلى الاستفزاز، فتعوذا بالله من الشيطان.

وأرجو أن تعلمي أن لشقيقه مكانة مختلفة بل نوع من الحب مختلف تماما عن حبه لك، والمقارنة لا تكون إلا بين الأشياء المتشابهة، ولك مساحة في قلبه لا يزاحمها الشقيق، ونتمنى أن لا تطالبيه بالفصل أو التقديم فلن تسدي مكان شقيقه ولن يسد الشقيق مكانك، فأقبلي على زوجك وعلى حياتك واستعيذي بربك، وتجنبي الكلام الجارح، وعليه أن يستقبل رغبتك في خدمة أخيه وإكرامه على الأصول، وهي منقبة لك إذا وضعها في إطارها، ولعلها أوفق شرعا من مشاركة شقيقه الطعام في فندق.

ووصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونتمنى طي الخلاف وكتمه عن الشقيق، وتجاوز الموقف، وفهم العبارات بدون اصطحاب الخلفيات السالبة، والبعد عن سوء الظن، وليكن الأخ في مكان العون والسند، وكوني أنت مكانا للحب والقرب والوفاء.

سعدنا بتواصلك ونسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك، وننتظر منك طي الصفحات وقهر الشيطان بالتجاوز والعفو.