السؤال
لدي طفل في الصف الخامس، حنون جداً، ومؤدب، ولكن مشكلتي معه بأنه هادئ، وكثير السرحان والنسيان إلى درجة أن مدرساته في المدرسة يشتكين من هذا السرحان والنسيان، وهذا الأمر يجعلني عصبية معه أحياناً!.
فأرجو مساعدتي لحل هذه المشكلة!.
لدي طفل في الصف الخامس، حنون جداً، ومؤدب، ولكن مشكلتي معه بأنه هادئ، وكثير السرحان والنسيان إلى درجة أن مدرساته في المدرسة يشتكين من هذا السرحان والنسيان، وهذا الأمر يجعلني عصبية معه أحياناً!.
فأرجو مساعدتي لحل هذه المشكلة!.
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي السائل حفظك الله ورعاك.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
اعلم أن الإنسان بطبعه يحاول الابتعاد عما يؤلمه ويهدد حياته بالأذى أو المخاطر، لذا نراه يدافع عن نفسه لحمايتها وحفظها من كل سوء أو مكروه، ولاتحب أن تبدو ناقصة أمام الآخرين، وتتولد من هذه الطبيعة طبيعة أخرى وهي أنها تبغض من يحاول أن يبدي بعض عيوبها أمام الآخرين بغضا يجعلها تأبى قبول الإصلاح فيها حتى وإن كان النقد في محله، وولدك في هذه السن يتمتع بحساسية مرهفة سيما نحو نقد الآخرين له فكلمة بسيطة توجه إليه كفيلة بجرح مشاعره وإيقاظ الآلام والحسرات في نفسه .
وأحياناً نجد أسلوب التأنيب والتذمر من بعض أولياء الأمور أو المعلمين أو المعلمات في معاملتهم وحوارهم مع الأطفال، إنما هو أسلوب يحتاج إلى مراجعة، فالأمر لايعود بالفائدة أبداً إنما مثل هذا الأسلوب في التعامل يشعرهم بالمهانة والإزدراء والتي تمس صميم ذواتهم .
وهل حاولت أن تتأكد أنت بنفسك من سلوكيات طفلك أم مجرد كلام سمعته من الغير، أرجو أن تلاحظ طفلك بنفسك ربما يحتاج إلى الرعاية والعناية، وحاول أن تبحث عن أسباب المشكلة التي تعترض طفلك، فعن طريقها يمكن من وضع الحلول المناسبة ومعرفتك للأسباب تمكنك من فهم طفلك وفهم ظروفه.
حاول أن تستخدم فنية السؤال مع طفلك اجلس معه واسأله عن أحواله الصحية أحواله الدراسية من أي شيء يشكو، فأسلوب السؤال يكون استطلاعاً لرأيه واستكشافاً لمواقفه وفيه تحريك للذهن، وتنشيط للفكر، وكذلك إشباع لحب الاستطلاع لديه، وهو عنصر التشويق الذي يستهويه.
وحتى تكون ناجحاً في طرح أسئلتك وقطف ثمارها جيداً عليك بالخطوات التالية:
1- ليكن سؤالك باعثاً للمتعة في إجابته.
2- وجه سؤالك بطريقة صحيحة لتحصل على كم وفير من المعلومات.
3- لا تسأل سؤالاً ذا نهاية مغلقة؛ فإنك بذلك تغلق الحوار مع طفلك ولا تحصل على معلومات كافية.
4- حاول أن تسأله عن المدرسة، مثال: ما الذي تجده جميلاً في المدرسة؟ ما الشيء الذي تحبه في مدرستك؟ هل تحب جميع مدرساتك؟
حاول أن تكون له الأذن الصاغية ولا تقاطعه في الكلام، اسمع منه كل شيء حتى وإن كان خطأ ثم بعد أن ينتهي من الكلام صحح له الخطأ وعزز له الصحيح، لأنك حينما تسمع لطفلك تفهم ما يشغله.
وابتعد عن الغضب والعصبية، لعل ثورة الغضب التي تعتريك قد تحول بينك وبين طفلك، فينفر منك طفلك ولا يمكن أن يصغي إليك، وهذا بدوره يكسر جسر الثقة والتواصل بينكما؛ فإنك حين تتكلم بلغة هادئة لينة، فستجعل طفلك يسمع إليك، ويتكلم معك بكل حرية دون خوف أو قلق .
أخي الفاضل! كل ما ذكرته لك خطوات يجب أن تتبع لعلاج مشكلة طفلك، فهو محتاج إلى صدر حنون يضمه وأذن صاغية تسمع كلامه، وبإذن الله تعالى ستتغير سلوكياته إلى الأحسن.
أما بالنسبة للسرحان فلابد من وجود شيء في البيت يشغله عن الدراسة، ربما تكون مشكلة أسرية، أو مشكلة عدم الاهتمام به وتوجيه النظر إلى غيره إذا كان لديه إخوة أصغر منه؛ لأن الغيرة أحياناً تلعب دوراً كبيراً في الانتقام من النفس، وهذا يحتاج منك الجلوس معه ومحادثته من أي شيء يشتكي، أما عن النسيان فتستطيع أن تتابع معه البرامج الدراسية، ربما أنها لا تلائم ذهنه وميوله، أو أن هناك نقصاً في جاذبية المعلومات؛ لأن الطفل قد يقرأ فيها ما يشير إلى الرضى أو الارتياح أو إلى عكس ذلك، وإذا تريد طفلك أن ينجح لابد من خلق ما يسمى بدافعية التحصيل، وخلق الطموحات في طفلك، مع توفير وسائل الترفيه في البيت، ولا تحاول أن تضغط على طفلك أو تقمعه فهذا لا يأتي لك بنتيجة أبداً.
وبالله التوفيق.