الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تجاوزت صعوبات النطق لكنني لم أستطع التواصل اجتماعياً

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخواني الكرام, طابت أيامكم بذكر خالقي وخالقكم.

كنت بالماضي أعاني من مشاكل في نطقي لبعض الحروف، مما جعلني أعتزل الناس، وأترك الدراسة، - بفضل الله - استطعت تجاوز مشكلتي والتغلب عليها، حتى إنني قمت بإرسال مقاطع صوتية لأخصائي النطق، وقال بأنني لا أعاني من أية مشكلة.

وبعد أن حُلت مشكلتي - بفضل الله -، لم يعد باستطاعتي الكلام مع أهلي وأصدقائي؛ وذلك لأنني شخص حساس جداً، وأتحاشى لفت الانتباه أو الوقوع بالأخطاء، علماً بأنني ما زلت أعاني من الصعوبة في التواصل الكتابي مع أهلي وصديقاتي.

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بنت أبوها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك على الكتابة إلينا بهذا السؤال، وأحسنت كثيراً في تجاوز صعوبات التكلم أو النطق ببضع الأحرف، ولكن لا ننسى أن هناك بُعد اجتماعي والذي أشرت إليه في رسالتك، من تجنب الناس واعتزالهم، ويبدو أنك تجاوزت مشكلة النطق، والآن تعاني من مظاهر مشكلة الحساسية، والتي لاشك تكوّنت عندك خلال فترة صعوبات النطق، ولاشك أن ردة الفعل عندك لم تنشأ بسبب الخلل أو الضعف عندك، وإنما بسبب تجربة الفترة الماضية التي تجاوزتها.

الآن يفيد أن تركزي على تجاوز نتائج الفترة الماضية، والتي هي ربما شيء من الانتكاسة في موضوع صعوبات الكلام أو النطق، وهذا الانتكاس معروف وكثير في موضوع صعوبات النطق، فمن المعروف أن الإنسان الذي يعاني من صعوبة النطق، يمكن وبعد التحسّن أو ينتكس قليلاً وخاصة وقت الأزمات، أو عندما يكون الشخص واقعاً تحت شيء من التوتر النفسي، ولكن ما هو إلا وقت حتى يتجاوز الشخص هذه الانتكاسة بعد فترة قصيرة.

طبعاً هناك احتمال أن صلب موضوع صعوبات التواصل، سواء الكلامي أو الكتابي، إنما هو شيء من الرهاب الاجتماعي، وبالتالي فعلاج صعوبات النطق، إنما هو علاج العرض وليس المرض، فارتفاع الحرارة مثلا إنما هو عرض وليس المرض، بينما المرض قد يكون مرضا بسيطاً أو خطيراً، ومثل ارتفاع الحرارة مثل صعوبات النطق، وبالتالي يفيد في هذه المرحلة المقبلة أن تركّزي على حسن التعامل مع الرهاب الاجتماعي، وبالتالي فعند تجاوز الرهاب الاجتماعي يمكن أن تختفي الأعراض، ومنها صعوبات النطق والكتابة، وفي هذا الموقع الكثير من الأسئلة والأجوبة عن الرهاب الاجتماعي فيمكنك الاطلاع عليها.

وفقك الله، ويسّر لك الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً