الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي تعاني من أفكار وأعراض مرضية وإهمال في كل شيء، فما مرضها؟

السؤال

السلام عليكم أسأل الله أن يجزيكم ألف خيرعلى هذا العمل الخيري.

زوجتي تعاني دائمًا من أفكار وأعراض تكون على شكل آلام في البطن وضيق في الصدر حتى أنها تبكي بدون سبب، ودائمًا تتوقع أن حياتها متعبة وتتمنى الموت في بعض الأحيان، ودائماً عصبية وترفع صوتها على الأولاد، وعندها إهمال في الأطفال وفي النظافة بشكل واضح، وتكثر الطلبات والإزعاج في أشياء ليست مهمة، ومعاملتها الزوجية سيئة ولم أحس بطعم الحياة.

ليس عندها اهتمام بي، ودائمًا تحس أنها كسلانة وتعبانة عندما أطلب منها عمل شيء، وتكثر الشكاوى عند أهلها وتقول: إنها مريضة وأني لست مهتمًا بها، وعندما تطلب مني شيئاً وهو غير موجود معي أو كانت ظروفي سيئة تصاب بالضجر والعصبية.

الرغبة الجنسية لديها مفقودة بشكل واضح، وليس عندها اهتمام لأمور الجنس ولا اهتمام براحتي، علماً أني قد عرضتها على دكتور باطنية وقال لي: إن عندها قولونًا عصبيًا، وقد عملت لها عملية للعيون -عملية ليزك- وأجريت لها فحوصات كثيرة وكانت سليمة، ولكنها ما زالت تشتكي وتقول: إن عندها مرضاً لم يتم كشفه، وتريد هي أن تعرفه، والحمد لله هي لا زالت صغيرة في سنها عمرها تقريبًا 22 سنة.

أنا تعبت من هذه المعاملة، وسؤالي: ماذا تشخصون هذه الحالة؟ وبماذا تنصحون؟ وما هو الدواء الذي يفضل أن يستخدم لعلاج هذه الحالة؟ ولكم مني الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الكريم: الحياة الزوجية تتطلب التحمل والمعاونة، وتتطلب التناصح بين الزوجين، وما ذكرته حول زوجتك يدل أنها تعاني من بعض الصعوبات النفسية، فهي عصبية وغير فعالة -كما ذكرت- وهذا ربما يكون أمراً خارجًا عن نطاق إرادتها، وغالباً أنها مصابة بنوع من القلق الاكتئابي، والاكتئاب كثيراً ما يكون محبطاً للإنسان ويشعره بالإجهاد، ويؤدي إلى عدم الفاعلية والإهمال في الواجبات الاجتماعية.

أخي الكريم: أرجو أن تكون مناصحاً لزوجتك، وأن تعاملها بالتي هي أحسن، وترشدها وتوجهها وتشد من أزرها، وحاول في ذات الوقت أن تبني صورًا إيجابية في مخيلتك عنها حتى وإن كانت هذه الإيجابيات قليلة، لكن أريدك أن تكون مدركاً للأمور بصورة أفضل؛ لأن هذا سوف يريحك ويساعد زوجتك من خلال تعزيز السمات الإيجابية لديها حتى وإن كانت قليلة، وفي ذات الوقت اعرضها على طبيب نفسي، أو طبيب عمومي جيد؛ ليقوم بإجراء الفحوصات الطبية الكاملة.

كثيراً ما تكون الحالة الجسدية مؤثرة على الحالة النفسية، مثلاً: ضعف الدم، اضطراب إفراز هرمون الغدة الدرقية، نقص فيتامين د أو ب 12، هذا كله قد يؤدي إلى صعوبات نفسية كثيرة عند النساء، فأرجو أن تتأكد من وضعها الصحي الجسدي، وإن كانت الأمور كلها سليمة -وهذا ما نتمناه- هنا يمكن أن تعطى أحد مضادات الاكتئاب وهي كثيرة جداً، هنالك عقار يعرف باسم سيرترالين هذا هو اسمه العلمي، واسمه التجاري زوالفت أو الاسترال، وربما يكون موجوداً في اليمن تحت مسميات أخرى.

هنالك دواء آخر يعرف باسم فلوكستين واسمه العلمي بروزاك، هذه الأدوية كلها جيدة واستعمالها لأحدهما سيكون جيداً جداً ومفيداً بالنسبة لها، يمكن أن يكون الاختيار على السيرترالين والجرعة المطلوبة هي نصف حبة، تبدأ في تناولها ليلاً لمدة 10 أيام، بعد ذلك تكون حبة كاملة أي 50 مليجراماً تستمر عليها لمدة شهر، ثم تكون الجرعة حبتين ليلاً أي 100 مليجرام تستمر عليها الفاضلة زوجتك لمدة أربعة أشهر، ثم تتناول حبة واحدة ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

الدواء هذا -إن شاء الله تعالى- سوف يفيدها كثيراً، وذلك بجانب وقوفك بجانبها وإسداء النصح لها وتحملها، وتعزيز ما هو إيجابي فيها والتغاضي عن السلبيات.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً