السؤال
السلام عليكم
أنا أواجه تأنيبا قاسيا من نفسي، فأنا أعيش مع والدي بعد سفر أمي وإخوتي، ولو تسمح لي بعرض نبذة عن حياتنا، أنا في العقد الرابع من العمر وأعتبر أصغر إخوتي، ومثل مهرج بالسيرك القومي أعيش يومي بالابتسام والضحك والحديث مع والدي وقلبي يصرخ من الألم، فنحن نعيش بضغط عصبي قاس من والدي الذي يريد أن يكون النجم الصاعد في حياتنا وفى كل قراراتنا، وحتى زواج إخوتي الرجال، وكان والدي من أهم العوامل المساعدة في فساد حياة أحد إخوتي وتسبب في طلاقه، وحتى إذا تقدم أحد لبناته فإنه يُحول جلسة التعارف إلى الحديث عن بطولاته، وكيف أنه حكيم العصر وقراراته صائبة، ويخبر القاصي والداني عن أخص خصوصيات أبنائه، فلا سر مؤتمن لديه، ولا مانع لديه في طردهم إذا أحس أنهم لا يولونه الاهتمام الذى يستحقه.
سيدى الكريم، اختصارا لحياة كئيبة وضغط عصبي وضيق نَفس، فأنا لا أقدر حتى على الدعاء له بالهداية والصلاح، ولا أنكر أنني في فترة كبيرة كنت أدعو الله أن يريحني من صوته ووجوده في حياتي، وأدعو الله الآن أن حسبنا الله ونعم الوكيل، اللهم اكفنا شره، ولكني قرأت وعرفت مقدار خطئي وعقوقي حتى بالدعاء على من ظلمني أنا وإخوتي وأمي! عرفت أنه مهما فعل الأب في أبنائه لا بد لهم من الإحسان إليه لمجرد أنه والدهم.
سؤالي سيدى الفاضل: هل أُعد من المنافقين لإظهاري ما يخالف قلبي؟ حيث أنني أفضل أن أكون في أقاصي الشرق ووالدي الفاضل في الغرب، أم أستمر في إظهار الود والحب وطول البال؟