الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل سيوقف اللسترال الضيق مدى الحياة، وما هي جرعته ومدته؟

السؤال

ذهبت إلى دكتور منذ 6 أشهر، وقال لي لست مريضًا، ولكن لديك حالة اكتئاب بسيطة، وكتب لي اللسترال نصف حبة لمدة أسبوع، ثم حبة كاملة انتظمت على هذا شهرين، وتوقفت عن اللسترال من نفسي لأسباب مادية، ولكن لاحظت ضيقًا شديدًا بعض الأحيان، وألم وغضب فبماذا تنصحوني؟ ولو أخذت اللسترال ما الجرعة المناسبة التي آخذها، ومتى أزيد الجرعة من نفسي، أريد برامج أسير عليها لمدة 6 أشهر، ومتى أتوقف عن الدواء؟

مع العلم أني متزوج منذ 3 أشهر فقط، فيا ترى هل آخذ العلاج مرة أخرى أم ماذا، وهل العلاج سيمنع هذا الضيق مدى الحياة؟

وشكرًا لكم، وجعله الله في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد

أنت تعاني من قلق اكتئابي بسيط، وأعتقد أن أدوية أبسط من اللسترال، وأرخص منه يمكن أن تساعدك كثيرًا، عقار موتيفال -وهو زهيد الثمن جدًّا ومتوفر في مصر- أراه دواء مناسبًا جدًّا لحالتك، تناوله لمدة ثلاثة أشهر، ابدأ بحبة واحدة ليلاً لمدة أسبوعين، وإذا أحسست بشيء من التحسن استمر على نفس الجرعة حتى تكمل الثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك اجعلها حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

أما إذا لم تحس بتحسن بعد انقضاء العشرة أيام إلى أسبوعين، وأنت على حبة واحدة من الموتيفال هنا يمكنك أن تجعلها حبة صباحًا، وحبة مساءً لمدة شهرين (مثلاً)، ثم تخفضها إلى حبة واحدة يوميًا لمدة شهر، ثم حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء من الأدوية البسيطة وزهيد الثمن، ومفيدة جدًّا، وأعتقد أنه سوف يناسب حالتك.

يوجد دواء آخر يعرف باسم (تفرانيل)، واسمه العلمي (إمبرامين)، هذا أيضًا دواء رائع لعلاج الاكتئاب القلقي البسيط، وهو زهيد الثمن جدًّا، ومتوفر في مصر، جرعته هي خمسة وعشرون مليجرامًا، تتناولها يوميًا صباحًا، أو مساءً لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها حبة صباحًا ومساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها حبة واحدة مساءً لمدة شهر، ثم حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله.

أنت لست في حاجة لأن تتناول الموتيفال والتفرانيل مع بعضهما البعض، أحدهما يكفي تمامًا، وهنالك خيارات أخرى كثيرة، لكن لا بد أن نقدر ظروفك المادية، وأنا أؤكد لك أن هذه الأدوية التي وصفناها لك سليمة جدًّا، وأقصد بذلك الموتيفال أو الإمبرامين، فقط ربما تسبب جفافًا بسيطًا في الحلق في الأيام الأولى، ومن ميزاتها أيضًا أنها لا تؤثر على المعاشرة الزوجية، بعكس اللسترال الذي قد يؤدي إلى تأخر بسيط في القذف المنوي لدى بعض الرجال، لكنه قطعًا دواءً رائع، ولا يمكن أن أنتقص منه.

أيها الفاضل الكريم: عليك أن تعتمد على البرامج العلاجية الأخرى، أو ما يسمى بالعلاجات السلوكية المعرفية: كن إيجابيًا في تفكيرك، كن مديرًا جيدًا لوقتك حتى تُدير حياتك بصورة صحيحة، عليك بالتواصل الاجتماعي النافع، احرص على الصلاة في وقتها، وخصص لنفسك وردًا من القرآن الكريم، والدعاء والذكر، هذا -إن شاء الله تعالى- يأتيك بخير كثير وكثير جدًّا، اسعَ دائمًا لتطوير مهاراتك الحياتية والاجتماعية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً