الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ساعدوني للتخلص من معاناتي مع الدورة الشهرية.

السؤال

أنا طالبة جامعية لدي مشكلة مع الدورة الشهرية منذ بلوغي، ذهبت لعدة أطباء، ولكن من دون جدوى، وأجريت الكثير من الأشعة للرحم والهرمونات والغدة -والحمد لله- سليمة، وفي عمر 22 ذهبت لدكتور وأعطاني بريمولوت، وقال لي أنه لا يوجد حل لك إلا الزواج، وأن آخذ هذه الدواء كمنظم منذ أسبوعين تقريبا.

أصبحت تأتيني مثل التشنجات في الرحم، مع العلم أن الدورة لم تنزل علي لمدة أربعة أشهر وأكثر لأني لم أستخدم الدواء، فهي لا تنزل إلا بالدواء، وآلام في الرحم، وتردد على الحمام، وأخذت الدواء، وانتظرت نزولها، ولكن بعد انتهائي منها، التشنجات –الحمد لله- ذهبت، ولكن توجد آلام بسيطة، وأشعر بمثل المغص عند قيامي من النوم، مع العلم أني أجريت قبل سنة أشعة للرحم، وتحاليل هرمونات، وأنا خائفة جدا من هذه الآلام أن تكون بسبب الرحم.

فما الحل: هل أرجع أعمل أشعة، أم بماذا تنصحونني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فتأتي الدورة الشهرية في السنوات الثلاث الأولى بعد البلوغ بشكل غير منتظم؛ لأنها تعتمد في الأساس على هرمون واحد، وهو هرمون إستروجين Estrogen قبل مرحلة التبويض؛ ولذلك تأتي الدورة كيفما شاءت وبشكل غير منتظم، وبعد مرور تلك السنوات يبدأ التبويض بسبب تأثير هرمونات الغدة النخامية FSH & LH، ويبدأ الجراب الذي تخرج منه البويضات (الجسم الأصفر) في إفراز نوعين من الهرمونات، وهما إستروجين وبروجيستيرون Progesterone بالإضافة إلى كمية هرمون إستروجين الموجودة منذ بداية الشهر، والتي تستخدم في إعادة بناء بطانة الرحم والأوعية الدموية في تلك البطانة، وهرمون بروجيستيرون الذي يفرز من جراب البويضة يقوم بإكمال بناء البطانة وتغذيتها بحيث تصبح ملائمة لبناء بطانة رحم جيدة استعدادا لنزول الدورة الشهرية في نهاية الشهر لدى الفتيات أو إلى الحمل عند السيدات المتزوجات، هذا هو السيناريو الذي يحدث في الأوضاع العادية.

وتأخر الدورة الشهرية وعدم نزولها بانتظام منذ فترة البلوغ يشير إلى خلل في منظومة الهرمونات التي تفرز من الغدة النخامية، وفي الهرمونات التي تفرز من جراب البويضة، وإلى خلل في مستوى هرمون الحليب، وربما ارتفاع في مستوى هرمون الذكورة وكسل الغدة الدرقية، وحالة التكيس على المبايض من بين الأسباب التي تؤدي إلى اضطراب الدورة الشهرية.

والأكياس الوظيفية التي تحدث بسبب عدم انفجار بعض البويضات وتجمع السوائل داخلها ويكبر حجمها داخل المبايض، تؤدي في معظم الأحيان إلى الإحساس بالألم الذي يزيد وينقص تبعا لتغير مستوى الهرمونات أثناء الشهر، كذلك تؤثر تلك الأكياس على وظيفة المبيض في إخراج البويضات، ويضعف بالتالي التبويض ويختل التوازن الهرموني بين الهرمونات المسؤولة عن حدوث الدورة الشهرية، وبالتالي تتأخر وتغيب بالشهور.

وبالتالي يجب إجراء بعض التحاليل لمعرفة حالة الهرمونات المسؤولة عن التبويض وهرمونات المبيض نفسه، وهي FSH - LH PROLACTIN- TSH- FREET4 - FSH- LH - DHEA - ESTROGEN -TESTOSTERONE ثاني أيام الدورة، ثم إجراء فحص هرمون PROGESTERONE، في اليوم الـ 21 من بداية الدورة وعمل السونار على المبايض، خصوصا في منتصف الدورة، وهي أيام التبويض، ومتابعة الحالة مع طبيبة متخصصة في هذا المجال.

وبعد عمل التحاليل والأشعات المطلوبة، والوقوف على السبب في تأخر وعدم انتظام الدورة الشهرية هناك برنامج علاجي، وغذائي لمدة 6 شهور للتعامل مع مشكلة التكيس والأكياس الوظيفية ثم متابعة التحاليل والأشعة مرة أخرى، وهذا النظام ليس الغرض منه منع الحمل، ولكن الغرض منه وقف حالة التكيس، وعلاج الأكياس الوظيفية إن وجدت، وتنظيم الدورة الشهرية، وإعادة بناء بطانة الرحم، وتنشيط المبايض من خلال تناول حبوب منع الحمل ياسمين لمدة 3 شهور يوميا قرصا واحدا حتى انتهاء الشريط، ثم التوقف حتى تنزل الدورة الشهرية، وإعادة تناول الشريط التالي، ثم تناول حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض، وجرعتها 10 مج تؤخذ يوميا من اليوم ال 16 من بداية الدورة حتى اليوم ال 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 شهور أخرى حتى تنتظم الدورة الشهرية.

مع تناول مشروب أعشاب البردقوش والمرمرية، وتناول الفواكه والخضروات وحليب الصويا أو كبسولات فيتو صويا، وتناول كبسولات Total fertility وكبسولات أوميجا 3 وأقراص فوليك أسيد 5 مج يوميا قرصا واحدا، مع تناول قرص بعد الغداء والعشاء من حبوب جلوكوفاج 500 مج لعلاج التكيس وتحسين التبويض، سواء كان وزنك زائدا أم كان الوزن قياسيا.

ويمكن عمل تحليل ومزرعة بول للتأكد من حالة المثانة البولية، وتناول خليط من التوابل الطبيعية، مثل الكمون والشمر والينسون والكراوية وإكليل الجبل والزعتر والهيل بكميات متساوية، ويوضع من ذلك الخليط على السلطات والخضار المطبوخ أكثر من مرة في اليوم مع شرب الماء، وأكل الحبوب مثل القمح (البليلة) وشوربة الشوفان لعلاج مشاكل القولون والانتفاخات، مع تناول حبوب Spasmocanulase ثلاث مرات يوميا قبل الأكل، وممارسة قدر من الرياضة مثل المشي، وأعمال البيت والتمارين الرياضية.

حفظكم الله من كل مكروه وسوء ووفقكم الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً