الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أدخل الفرح والابتسام إلى قلب أمي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أتابع موقعكم الرائع دائماً، فجزاكم الله كل خير على ما تقدموه لنا.

والدتي امرأة متعلمة ومتدينة، ولكن الله عز وجل ابتلى والدي بمرض عضال، أسأل الله عز وجل أن يشفيه، ولكن والدتي متأثرة جدا، وأشعر بأنها دائما مكتئبة، وأشعر بأنها خائفة عليه على الرغم من تبسمها، وﻻ تقتنع بأنه من الممكن أن يشفى، مع العلم أننا على يقين وإيمان بأن الله عز وجل هو الشافي المعافي، ولكن أفكر ما الذي يفرح والدتي ويجعلها تبتسم؟ فأنا أتعذب في كل لحظة أراها فيها، وكلما أفتح معها الموضوع تغضب مني، فما الذي أستطيع فعله تجاه والدتي؟

وشكراً جزيلا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أنثى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أن الرضا بقضاء الله وقدره هو باب السعادة الأوسع، وهو الطريق العظيم لرضوان الله تبارك وتعالى، فإذا أراد الله خيرا بعبدٍ ابتلاه، فمن رضي فله الرضا وأمر الله نافذ، ومن سخط فعليه السخط وأمر الله نافذ.

إنَّ اعتراضنا وعدم رضانا على أقدار الله لا يؤثر، فالكون ملك لله، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، وقد قال - عليه الصلاة والسلام-: (عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، أو أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له).

نسأل الله أن يقر أعينكم بعافية الوالد، وبسعادة الوالدة، وأن يلهمها السداد والرشاد، وأن يعينها على تقبل هذا القضاء والقدر من الله تبارك وتعالى، والسلف - عليهم من الله الرضوان – أدركوا أهمية هذه القضية، فكان عمر بن عبد العزيز يقول: (كنا نرى سعادتنا في مواطن الأقدار).

وعليك أن تواصلي النصح للوالدة، ومحاولة إلهائها وإشغالها عن الهموم والتفكير، مع ضرورة الانسحاب من أمامها إذا غضبتْ، ثم تعودي لها مرة أخرى من أجل أن تُدخلي عليها السرور، وحاولي أيضًا أن تتواصلي مع الوالد، وتقرئي عليه الرقية الشرعية، وتذكريه بالله تبارك وتعالى، وتبشريه بثواب الصابرين عند الله تبارك وتعالى، وأن أجر الصابرين يُوفَّى بغير حساب.

إنها معاني عظيمة لا بد للإنسان أن يستحضرها، فالمؤمن يتعرض لمثل هذه المواطن، وقد يكون فيها الخير الكثير، لأنها باب للجوء إلى الله تبارك وتعالى، وهذا ما نتمنى أن تشغل الوالدة به نفسها، فإن اعتراضها وغمَّها وهمَّها لا يزيل شيئًا ولا يغيّر شيئًا، ولكن لجوءها وانكسارها وخضوعها وتوجهها لله تبارك وتعالى هو الذي يمكن أن يقلب الموازين، خاصة وأن الزوجة تحب زوجها، والدعاء يخرج من فمها بإخلاص وصدق، وهو أقرب وأدعى للقبول عند الله تبارك وتعالى.

نسأل الله العظيم أن يسهل أمرها، وأن يُلهمها السداد والرشاد، وأن يعينها على الخير، هو ولي ذلك والقادر عليه. ونكرر شكرنا لك على هذا التواصل، وشكرنا لك على هذه الروح، وكثَّر الله من أمثالك، ونوصيك بكثرة الدعاء لوالدك وللوالدة كذلك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقرَّ أعينكم بالشفاء العاجل للوالد، وأن يلهمكم السداد والرشاد، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً