الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الآثار المترتبة على تناول مريض الرهاب لدواء الفافرين مدى الحياة

السؤال

السلام عليكم

أنا مريض بالرهاب الاجتماعي، وأتناول الفافرين جرعة 100 جرام، والسؤال: ماذا لو تناولت هذا الدواء العمر كله؟ أو غيره من أدوية الرهاب كالبروزاك مثلاً؟ هل يجب التوقف عن هذه الأدوية بعد ستة أشهر؟ علماً بأني أعاني من الرهاب منذ ثلاث عشرة سنة، وتناولت أكثر من دواء، وتعالجت بالعلاج السلوكي لكن لم أجد فائدة تُذكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الفافرين من الأدوية المجربة والمعروفة والسليمة جدًّا، وجرعة مائة مليجرام تعتبر جرعة صغيرة نسبيًا، وما دمت قد استفدت عليها فهذا أمر طيب وجيد، واستمر عليها كما هي، علمًا بأن الجرعة القصوى يمكن أن تكون حتى ثلاثمائة مليجرام في اليوم.

المدة الزمنية ليست الإشكالية بخصوص هذه الأدوية، حيث إنها سليمة، ونعرف من تناولوا هذه الأدوية لسنوات طويلة جدًّا، لكن قطعًا الحكمة الطبية تقتضي بأن يراجع الإنسان طبيبه –مثلاً- كل ستة أشهر، وذلك من أجل إجراء الفحوصات العامة، هذا مهم وضروري جدًّا.

وفي ذات الوقت أنا لا أريدك أن تميل كل الميل على الدواء، يعني لا أريدك أن تعتبر العلاج الدوائي هو علاجك الأساسي، نعم هو علاج فعال ويساعد كثيرًا، والعلاج السلوكي حتى وإن كانت تجاربك معه سلبية فيما مضى، فيجب أن لا تبني هذا الانطباع السلبي عنه، لأنه بالفعل مهم، ويتميز العلاج السلوكي بأنه يدعم العلاج الدوائي، والعلاج الدوائي يدعم العلاج السلوكي، ويعرف تمامًا أن الذين يتخذون الخطوات العلاجية السلوكية الصحيحة، يمنع عنهم الانتكاسات المرضية بعد أن يتوقف الإنسان عن العلاج الدوائي، فأنا أؤيد خطتك العلاجية، وهي أن تتناول الدواء ومعه الترتيبات السلوكية، والإنسان يمكن أن يحرر نفسه من الرهاب تمامًا، وذلك من خلال التصدي له وتحقيره، وعدم التجنب للفعاليات الاجتماعية.

بالنسبة لموضوع هل يجب الوقوف عن هذه الأدوية بعد ستة أشهر؟ لا، هذا ليس صحيحًا، وكل دواء له خصائصه ومدته العلاجية، ولا نستطيع أن نقول أن الأمر أمرًا مطلقًا، والأمر نسبي حقيقةً، لذا تحديد الجرعات ومدة العلاج وخلافه يجب أن تترك للطبيب، لكن بصفة عامة ليس من الضروري أبدًا التوقف عن هذا الدواء بعد ستة أشهر، هذا الكلام ليس صحيحًا، وأعرف من تناول هذا الدواء لسنوات، وأعرف من يتناولون البروزاك منذ أن تم اكتشافه عام 1988، وحتى الآن دون أي مشكلة.

هنالك أمر أود التنبيه إليه، وهو أن بعض الأدوية قد يكون لها تفاعلات سلبية مع بعضها البعض، عقار (فافرين) ويعرف علميًا باسم (فلوفكسمين) بصفة عامة سليم جدًّا، لكن إذا تناول الإنسان معه أدوية مثل أدوية النزلات والبرد والسعال، هذه ربما تؤدي إلى شعور بالاسترخاء أو النوم، هذا تفاعل لا نعتبره تفاعلاً خطيرًا، أدوية أخرى مثل أدوية الضغط بعضها قد يتفاعل سلبيًا مع هذه الأدوية خاصة الفافرين، هذه النقطة ذكرتها لك فقط من قبيل التنبيه ليس أكثر من ذلك.

بارك الله فيك، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً