الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أستعمل دواء للرهاب وعند ترك الدواء تتحسن الحالة! ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم

أستعمل دواء للرهاب (الانفرانيل ثم الافكسور ثم لبريكس ) جميعهم بعد فترة بسيطة يتسبب في الرهاب، وعند ترك الدواء تتحسن الحالة ثم تعود، وبعد أخذ الدواء تتحسن الحالة، ومع الاستمرار في الدواء تبدأ الحالة في الرجوع.

أصبحت آخذ الدواء فترة، وأتركه فترة، مع العلم بأن الحالة في تحسن، وأصبحت أتحدث أمام الجميع، وأناقش وأعبر عن رأيي بكل ثقة، وما أتمناه أن أتخلص من الدواء نهائياً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالرحيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إن الأدوية خاصة النفسية لها طرق وبروتوكولات معينة للاستعمال، حيث إنه توجد جرعة البداية – أو ما يسمى بالجرعة التمهيدية – ثم بعد ذلك يتناول الإنسان الجرعة العلاجية، ثم تأتي جرعة الاستمرارية والوقاية، ثم جرعة التوقف التدريجي.

اتباع هذه المراحل مهم جدًّا وضروري جدًّا، وأي علاج نفسي دوائي لابد أن يتبعه علاج سلوكي، فأنت مثلاً في حالة الرهبة هذه يجب أن تركز على الآليات السلوكية من: تواصل اجتماعي، وتحقير فكرة الرهبة والخوف، وأن تمارس الرياضة، وأن تدير وقتك بصورة صحيحة، هذا كله يعطيك ثقة كبيرة في موضوع مواجهة الخوف وتحقيره وتجاهله، وعدم الاهتمام به.

أنت الآن ذكرت أنك تستعمل ثلاثة أدوية، وهي الأنفرانيل ثم الإفكسر ثم الليبراكس، والذي فهمته أنك الآن لا تتناول هذه الثلاثة أدوية مع بعضها البعض، وأنك تتناول أحد هذه الأدوية من وقت لآخر.

هذه الطريقة ليست صحيحة، الطريقة الصحيحة هي أن تأخذ الجرعة العلاجية الكافية، وبعد أن تأخذ الجرعة العلاجية الكافية بعد أن تتحسن تحسنًا ملحوظًا وجيدًا وتدعم تحسنك من خلال تطبيق الآليات السلوكية.

هنا أقول: تستمر على الدواء لمدة ثلاثة أشهر على نفس الجرعة العلاجية، بعد ذلك تنتقل إلى الجرعة الوقائية، وغالبًا هي نصف الجرعة العلاجية، وهذه أيضًا تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر (مثلاً) على الأقل، بعد ذلك تبدأ في الجرعة النهائية، وهي جرعة التوقف التدريجي، وهذه تختلف من دواء إلى آخر، ومدة التوقف التدريجي أيضًا هي ما بين شهر إلى ثلاثة أشهر.

أخي الكريم: أرجو أن تتبع هذا النظام، وذلك من خلال التشاور مع طبيبك، إذن التخلص من الدواء يكون بالتدرج، ويكون بالترتيب ويكون بالحسابات التي ذكرناها.

الأمر الآخر - أخي الكريم الفاضل – إذا قُدر واتضح أنك محتاج للدواء فلا تنزعج لذلك، المهم أن تكون الجرعة صحيحة، وألا تُكثر من تناول هذه الأدوية، دواء واحد فقط يكفي من وجهة نظري، وفي مثل عمرك يكثر الاكتئاب النفسي، فإن كان هنالك حاجة لاستعمال الدواء فلا تحرم نفسك منه أبدًا، لكن يجب أن يكون هنالك انضباط، وتدقيق في تناول الدواء كما ذكرت لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً