الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد عدة مواقف أصبحت أخاف من الموت، فكيف أتخلص من هذا الشعور؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.

والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أما بعد:

شكرا جزيلا على هذا الموقع المتميز، والذي ساهم في إرشادي نحو العلاج والتفاؤل، والأمل للحياة، بعد أن فقدتها، وشكرا لكم جميعا أيها العاملون بهذا الموقع.

سوف أعرض عليكم مشكلتي، أنا شاب مصري عمري 19 سنة، أدرس في الجامعة 1 كلية تجارة، منذ أكثر من 3 سنين، مرة وأنا في المدرسة كنت في أول ثانوي، وأتى لي شيء في نفسي، استمر معي فترة من الزمان، لا أدري كم، ولكنها فترة قصيرة، وهو ما عرفته فيما بعد باسم الوسواس القهري ووسواس العقيدة، وفي الصف الثالث الثانوي في امتحانات السنة في آخر شهر 5 أتت هذه الأفكار التي كانت تعذبني كثيرا، فأنا كنت لا أدري أن هذه أفكار شيطانية، وأنها من عمل الشيطان، وفي نهاية الامتحانات انتهت فلم تعد مرة أخرى، ثم بعد مرور 5 أشهر، أي في شهر 10 الماضي، وبالأخص في عيد الأضحى المبارك، حصلت لي مشكلة كبيرة، وهي أني تعاطيت -ولأول مرة- مخدر الحشيش، وذلك يوم الوقفة، وبعد أن تعاطيته أصابني هبوط، وظل قلبي ينبض بسرعة، ففي هذه اللحظة أحسست أني سوف أموت، وظلت الفكرة تسيطر علي كل لحظة، كل يوم، وأصبح عندي نوعان من الوسواس، وسواس العقيدة ووسواس الموت، علما بأن أبي يعاني من هذه الوساوس، وهو مسحور من أحد الأشخاص، فماذا أفعل الآن؟

منذ ذلك اليوم (26_10_2012) وأنا قريب من الله، أصلي الفروض في أوقاتها، ولكني مهموم بسبب سيطرة هذه الأفكار، وهي الشعور بالموت، ووسواس العقيدة، أرجو منك الاهتمام والبحث عن حل، باستثناء الذهاب إلي الطبيب النفسي؛ لأني لا أستطيع الذهاب إليه، مع العلم أنني كنت أتمنى أن ألتحق بالكلية الحربية، ولكني لم أوفق، فهل هذا السبب له علاقة بما أعاني منه الآن من اكتئاب.

أعاني من عدة أعراض، خفقان في القلب، ورعشة في الرأس واليد والرجل، وألم في المعدة، وأصوات غريبة من المعدة، ووخز في القلب، ونغزة في أي مكان في الجسم، تشبه نغزات السنارة، وبقعة سوداء في الوجه، ولكنها ذهبت، وحينما أصلي في الجامع وأسمع القرآن قلبي يدق بسرعة، وأتنفس بصوت عال، ليس في كل الأحيان، ولكنها حصلت معي 3 مرات، علما بأني كنت أمارس العادة السرية، ولكني تركتها منذ 3 أشهر، وكنت أشرب السجائر، ولكني أوقفتها منذ تلك الواقعة التي حصلت معي، فهل لأني تركت السجائر مرة واحدة وليس تدريجيا، هل ذلك سبب الحالة التي أنا فيها الآن؟ فأنا أشعر دائما بالموت، وأشعر بأن عندي أمراضا خطيرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأساسًا أنت تعاني من القلق، والقلق النفسي له عدة جزئيات، قد يظهر في شكل خوف، قد يظهر في شكل مخاوف، قد يظهر في شكل انفعالات، وبعض الناس يكون أصلاً لديهم استعداد لهذا القلق، وحين تأتي بعض الأحداث الحياتية أو يتعرضون لمواقف معينة، هذا يكون سببًا في ظهور القلق مجددًا وبصورة مزعجة، مثلاً أنت تعاطيت مادة الحشيش، لا شك أن هذا مُثير قوي جدًّا، مثير كيميائي فسيولوجي، أدى إلى زيادة في مواد معينة في الدماغ، منها مادة الدوبامين، ومادة الأدرينالين، وهذا هو الذي أدى إلى التفاعل الذي ظللتَ تعاني منه، وأنت أصلاً لديك خلفية وسواسية، فهذا كله أدى إلى الخوف من الموت وإلى الوسواس، وإلى حالة القلق العام الذي تعاني منه.

إذن خلاصة الأمر أنت تعاني من القلق، وهذا النوع من القلق نسميه بقلق المخاوف، وإن شاء الله تعالى العلاج بسيط جدًّا، هنالك أدوية مفيدة جدًّا لمثل حالتك وسوف تساعدك كثيرًا، هنالك دواء يسمى (مودابكس) هكذا يسمى في مصر، واسمه العلمي (سيرترالين) من الأدوية الممتازة والفعالة جدًّا، يمكنك أن تتحصل عليه من الصيدلية، وتتناوله بجرعة نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، تناولها ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.

يضاف إليه دواء آخر يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل) واسمه العلمي (سلبرايد) وهو أيضًا متوفر في مصر، وجرعته هي أن تبدأ بكبسولة واحدة في الصباح لمدة أسبوع، ثم تجعلها كبسولة صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم كبسولة واحدة في الصباح لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء، والدواء سوف يساعدك كثيرًا في موضوع الخوف والتوترات وكذلك علاج الوساوس، وعليك أن تدفع هذه الوساوس، وتحقرها، وألا تناقشها، وتقوم بفعل ما هو مضاد بالنسبة لها.

أريدك أيضًا أن تتواصل مع أصدقائك، وأن تكون لك أنشطة وتفاعلات اجتماعية إيجابية، هذا مهم جدًّا.

الحمد لله تعالى أنت توقفت عن ممارسة العادة السرية وتوقفت عن الدخان، هذه كلها إنجازات كبيرة وإنجازات مهمة جدًّا، يجب أن تكافئ نفسك وتحفزها على ذلك، واحرص على صلواتك في المسجد، وكن دائمًا في صحبة الطيبين والصالحين من الشباب، كن بارًا بوالديك، مارس الرياضة، واسأل الله تعالى أن يهيأ لك فرصة ممتازة في التعليم وكذلك في محيط العمل، وأن تُرزق الذرية الصالحة -بإذن الله تعالى- .

وإذا كنت تشك في وجود أمر يتعلق بالسحر أو المس، فيمكنك أن ترتقي لدى راقٍ شرعي ممن يرقي بالقرآن والسنة وعرف بالصلاح وحسن السيرة، ويمكنك كذلك أن ترقي نفسك ووالدك بالرقية الشرعية، والتي تجد طريقتها هنا: ( 237993- 236492-247326 ).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً