الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي يغضب ويحمر وجهه وعينيه.. هل هذا بتأثير الريسبردال؟

السؤال

أخي يعاني من مرض التوحد، ويبلغ من العمر 19 عاما، نستخدم دواء ريسبردال وفقا لوصفة طبيب، وقد مضى على أخذه للدواء أكثر من 4 سنوات، في الآونة الأخيرة أصبح أخي يعاني من نوبات غريبة، حيث يكون صاخبا، ويطلق أصواتا كما يصبح وجهه أحمر، وعيناه كذلك ويضع يديه على رقبته، فما الذي يصيب أخي؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ دنيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

نسأل الله تعالى لأخيك العافية والشفاء، لا شك أن مريض التوحد، ونسبة لمحدوديته المعرفية والعقلية لا يستطيع أن يعبر عما بداخله لفظاً؛ لذا قد يعبر عن انفعالاته وغضبه وتوتراته وعدم ارتياحه من خلال القيام بحركات معينة، أو صراخ، أو إطلاق أصوات، أو شيئا من هذا القبيل، وهذا الابن حفظه الله- ينطبق عليه هذا الذي ذكرناه، أي أن عدم القدرة على التعبير اللفظي والكلامي جعلته يعبر عن طريق هذه التغيرات والانفعالات التي تحدثت عنها، وأعتقد أن من الضروري جداً أن يقوم الطبيب الذي يشرف على علاجه بمراجعته، مع التركيز على الآتي:

عقار ريسبردال عقار ممتاز وفاعل جداً، لكن في بعض الأحيان قد يؤدي لانشدادات عضلية، وهذه معروفة جدًا للأطباء، كما أنه يؤدي إلى نوع من زيادة في الحركة مع وجود قلق داخلي، تجد المريض لا يسعه الجلوس في مكان واحد، دائماً يحس أنه في حاجة إلى الحركة، وهذا يكون مصحوبا باضطراب وعسر مزاج، وعدم ارتياح كامل.

أيها الفاضل الكريم: احتمالية أن يكون ما يقوم به من الآثار الجانبية لعقار ريسبردال، هذا وارد، ولكن قطعاً لا أستطيع أن أقول ذلك يقيناً، والأمر يجب أن يترك للطبيب، علماً بأن الآثار الجانبية للريسبردال دائماً تكون في بداية العلاج، أو حين نرفع الجرعة.

الاحتمالية الأخرى هو أن هذا الابن الحبيب يعاني من توترات وغضب، وربما عسر شديد في مزاجه، وهذا يؤدي إلى الصياح وإطلاق الأصوات، أما احمرار الوجه والعيون، فهو ناتج من التغيرات الفسيولوجية الصادرة من الانفعال، وفي مثل هذه الحالات، أو إذا كان الأمر انفعالياً، وناتجا من غضب، وعسر في المزاج، فالطبيب النفسي سوف يقوم بإعطائه الدواء اللازم، وتوجد الحمد لله تعالى- أدوية سليمة جداً للتهدئة وتطيب الخاطر، وتحسن المزاج، هذا الاحتمال الوارد.

وبالطبع سوف يكون من الجميل والجيد أن تجرى له فحوصات عامة يجب التأكد من مستوى الهيموقلبين، ونتأكد أنه لا يوجد فقر في الدم، ووظائف الغدد خاصة الغدة الدرقية، هذه كلها مؤشرات مطلوبة معرفتها.

إن شاء الله تعالى لن يصيبه مكروه، وأشكرك كثيراً على اهتمامك بأمره وعلى ثقتك في هذا الموقع، وأتمنى أن يكون ما ذكرناه لك مفيداً.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً