الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما زالت هناك بعض أعراض الرهاب..فما الدواء المناسب لها؟

السؤال

السلام عليكم
حياك الله يا دكتور محمد عبدالعليم وبارك الله فيك وفي جميع القائمين على هذا الموقع.

أنا صاحب هذه الاستشارة (2118376) وصفت لي فيها علاج زولفت, واستخدمته لمدة ستة أشهر، ولله الحمد تحسنت حالتي بشكل كبير، بفضل الله ثم بفضلكم, وتوقفت عن العلاج منذ أكثر من سنة، وما زالت حالتي جيدة إلى الآن، ولكن هناك بعض أعراض الرهاب أجدها في بعض المواقف، حتى أثناء فترة استخدامي للعلاج.

هل هناك دواء آخر يعالج ما أجده من أعراض؟ وما رأيك بعلاج زيروكسات؟ هل تجده مناسباً وآمناً لمثل حالتي؟ وإذا كان مناسباً لي أرجو أن تبين لي الجرعة المناسبة، وما هي آثاره الجانبية؟

شاكراً ومقدراً جهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

حيَّاك الله وبيّاك، نشكر لك ثقتك في هذا الموقع وفي شخصي الضعيف، فأنا سعيدٌ أن أتلقى مثل رسالتك المحفزة والجميلة هذه، وأنا أكثر سعادة نسبة للتعافي الذي أنعم الله به عليك.

أخي الكريم، أنا أريدك أن تدفع نفسك دفعًا نفسيًا إيجابيًا، وذلك من خلال المقارنة ما بين حالتك قبل العلاج وحالتك بعد العلاج، سوف تجد أن البون والفرق شاسع جدًّا، فأنت -الحمد لله تعالى- الآن أكثر تكيفًا من الناحية النفسية، وقمت باختراق جدار الخوف والرهبة، وأصبحت أكثر تمازجًا وتفاعلاً مع الآخرين.

أخي الكريم، مجرد تذكر هذا التحسن الذي أنعم به عليك يجب أن يُشكل دافعًا وإرادة علاجية جديدة للتخلص مما يشوبك من أعراض بسيطة لقلق الرهاب، وأفضل طريقة أراها هي أن تدفع نفسك دفعًا إيجابيًا، أن تتواصل اجتماعيًا، أن يكون لك حضور في كل مكان، في المساجد، في مناسبات الناس، على نطاق الجمعيات الخيرية، الأنشطة الثقافية، الأسرة، زيارة الأرحام، الأنشطة الرياضية، هكذا الحياة أخِي عبد الله، فحاول أن تحرك هذه البرامج الإيجابية السلوكية، فهي -إن شاء الله تعالى- ذات منفعة عظيمة لك.

أنا لا أرى أن حالتك الآن تتطلب علاجًا دوائيًا قويًّا مثل الزيروكسات أو الزولفت، هذه الأدوية سليمة وجيدة وممتازة، ونحن كثيرًا ما نصفها، لكن أرى أن عقار بسيط مثل [فلوبنتكسول] والذي يعرف تجاريًا باسم [فلوناكسول] سيكون كافيًا في حالتك، والجرعة هي أن تبدأ بنصف مليجرام -أي حبة واحدة- تتناولها ليلاً لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها حبة صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم حبة واحدة في الصباح لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أريد أن أذكرك أن تمارين الاسترخاء مفيدة جدًّا حتى في علاج الرهاب؛ لأن الرهاب أصلاً مكونه الرئيسي هو القلق، والاسترخاء هو مضاد طبيعي وفاعل جدًّا للقلق، فاحرص عليها، ويمكنك مراجعتها من خلال هذه الاستشارة (2136015^).

أسأل الله تعالى أن ينفعك بها، وأنا سعيد جدًّا -أخي الكريم- بثقتك بموقع إسلام ويب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً