السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب ملتزم، -ولله الحمد- حكايتي أني فاشل، وهي كلمة كانت تزورني، ولكن بعد أن دخلت الجامعة أثبت أنني فاشل، وأصبحت هذه الكلمة تلازمني، حياتي أصبحت أشبه بورق انسكب عليه حبر فتلخبط وضاع، فشلي ليس مشكلة نفسية، لا، هي حقيقة أثبت فشلي بنفسي، لماذا أجامل نفسي دائما اجتماعيا، فاشل دراسيا، فاشل اقتصاديا، فاشل في كل شيء.
أحببت هذه الكلمة على كرهي لها من ملازمتها المستمرة لي، أذاكر جيدا، واعد العدة، وفي الأخير درجاتي تأتي بالقنوط واليأس، لا أريد أن أكون من القانطين من رحمة الرحيم سبحانه، ولكن هناك صوت بداخلي يوحي ويخبر بالفشل، وأقول يا ليتني لم أخلق.
ووالله لقد وصلت بي الأمور إلى أن قلت يا ليتني حيوان لا يلقى له بال، لا صديق، ولا أهل يعذرون، بل يقولون لم تذاكر، ومن هذا القبيل، ولا يمكن أن يصدقوا مذاكرتي، بل يزجرون، ووالله الذي لا إله إلا هو أني أجتهد، ولكن تأتي الدرجة متدنية، الأصدقاء يذاكرون، ويبذلون جهدا أقل بكثير، ومع ذلك يتفوقون! لماذا؟!
بكيت مرارا، وانحرقت تكرارا، بي حزن، وجرح عميق، لا أجد له تفسيرا إلا لأني فاشل، أنا في السنة الأولى من الجامعة، وبالمناسبة أفشل شخص فيها، بل في العالم كله.
ليتني يتيم، فلا أحد يسال عني، ولا أحد يدري عني! الطلاب لا يذاكرون نصف مذاكرتي، ويحصلون على درجات عالية، ومحدثكم قمة الفشل والغباء المستحكم، لا أدري لماذا، قد يكون قدرا وابتلاء!.
صرت أحب الانعزال مع أني إذا جلست مع الناس أضحكهم كثيرا، ولكن صرت أحب الانعزال لوحدي دائما، هل أعترف للمجتمع بفشلي، وأرتاح بحيث أكون معدوم الهوية معزولا عنهم؟!
ولكم أن تتخيلوا أن كل الأصدقاء والأهل حصلت بيني وبينهم عداوات، الآن أصبحت وحيدا محطما فاشلا لا أصلح لشيء أبداً، أطمئن نفسي دائما بقول الشاعر:
ولرب نازلة يضيق بها الفتى *** ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فرجت وكنت أظنها لا تفرج
أين الفرج؟ فيا رب فرجها.