السؤال
السلام عليكم
أشكركم على هذا الموقع الرائع، وأسأل الله تعالى أن يكون ما تقومون به من خير تجاه الناس في ميزان حسناتكم، آمين.
لدي قصة طويلة مع الاكتئاب، فقد أصبت به أول مرة عندما وصلت 19 من عمري، وكان سببه الرئيسي ضغوطات في البيت، ومع أصدقائي، لم أكن أجيد شيئاً اسمه التواصل، أجيب بأجوبة في غير محلها، وكنت اندفاعياً وقلقاً، وكنت لا أفهم كيف تسير أمور الحياة، ولا أفهم مواقف أواجهها في الحياة، وأتخذ قرارات خاطئة.
كنت أتصرف دون أن أستخدم عقلي، وكنت أفهم مواقف وأمور الحياة بشكل خاطئ، لكن مع كل هذا كنت متفوقاً فيما يخص الدراسة، ولم أكن أظن يوماً أنني على خطأ، حتى أصابني الاكتئاب أول مرة، فذهبت عند طبيب متخصص في الطب العام، لم أذهب لطبيب نفسي، فقلت له عندي أعراض، منها: اختلال الآنية، وعدم الشعور بالواقع، والخوف والتخبط في الكلام، والخمول والكسل والانعزال، فأعطاني دواء اسمه العلمي (سرترالين) واسمه التجاري (نوديب)، لم أتصور يوماً أن حياتي ستكون رائعة.
بعدما استعملت الدواء مدة شهر أصبحت شخصاً آخر، مدركاً لأمور الحياة، إنساناً عاقلاً، أعرف ما أقول وأتصرف بالشكل الصحيح دائماً.
أصبحت مثل الناس كافة، ولم يعد أي مشكل في التواصل الاجتماعي، وصرت أعرف كيف أتصرف، وبقيت هكذا لمدة 10 أشهر تقريباً، حتى تخرجي من إحدى مراكز تكوين الأساتذة ببلدنا، تخرجت منه الآن -والحمد لله-
أنا أعمل الآن في مناطقة ببلدنا، علماً أن عمري الآن 21 سنة، مشكلتي الآن هي أنه مؤخراً قبل 5 أشهر كنت بالرغم من كل الأشياء التي تحسنت في حياتي، كان يغضبني أمر واحد هو أنني كنت أظن أن شخصيتي ضعيفة، من ناحية نبرة الصوت وبعض الخجل القليل، وظننت أنني لا أفرض وجودي جيداً كما يفعل الآخرون.
هذه الأشياء استنتجتها من أنني لا أملك أصدقاء كثر، وليس النوع الذي أريد من الأصدقاء، ولا يهتم لأمري بعض الأصدقاء، لم أحتمل تلك الوحدة، فقررت أن أقوي شخصيتي بنفسي، قرأت عن الشخصية ومكوناتها البيولوجية والوراثية.
كنت ألاحظ بعض الشخصيات، والأصدقاء الذين كنت أظن أنهم أقوياء الشخصية، لكن لم أحاول تقليدهم، أردت أن أبقى أنا ولكن أحارب الخوف وأرفع صوتي، وأقوي نبرة صوتي، لكنني سقطت في مشكل صعب، وهو سبب معاناتي الآن، والتي سوف أذكرها، هو أني كلما حاولت ذلك أتلعثم، فأصمت وأخجل خجلاً شديداً، ويؤنبني ضميري، وأحاول محاربة هذا التلعثم، لكن بدون جدوى! استمريت في هذه المحاولات مدة شهر ونصف تقريباً،
أصابني منذ مدة 5 أشهر تقريباً الآتي:
متوتر ومرتبك بشكل دائم، غير قادر على التصرف الصحيح في أي موقف أتعرض له، لا أعرف كيف يجب أن أتصرف، أحس بأن عقلي فارغ، أحس أنني لا أتعايش مع الواقع بالصورة الصحيحة، وساوس فكرية وتداخل في الأفكار وعدم التفكير والتركيز والراحة في عمل شيء.
أشعر أنني سأفقد السيطرة على أفعالي في بعض الأحيان، وأشعر وكأن عملياتي الذهنية توقفت، ليس لدي أي إحساس، أشعر بأن طريقة تفكيري ذهبت، وطريقتي في التصرف وفهم الأمور ولم أعد أنا؟! عند الحديث أجد صعوبة في توصيل فكرة أو تفسيرها، وتوصيلها، أشعر بعرقلة في عقلي، ولا أستطيع اتخاذ قرارات، ومرات كثيرة أحس بضيق شديد واكتئاب وقلق على حالتي، وتوتر دائم وعدم اتزان
أحس أنني بلا هدف بعد أن كانت لي أهداف كثيرة، ولا مبالاة، وعزلة وانطوائية، وأحس أنني لست أنا، لدي صعوبة في الفهم والتركيز، والحكم على الأمور.
لا أستطيع أن أعطي تعليقاً على شيء، وأخطئ كثيراً في حق الأصدقاء بعض الأحيان، وأسيء فهمهم ولا أتعامل بطريقتي المعتادة، وأشعر بأني أصبحت بليداً تائهاً مرتبكاً عند أي موقف.
ما تشخص ما أعانيه؟ هل هو اكتئاب فقط أم حالة نفسية غريبة؟ لأنني لم أصدق أنه اكتئاب، لأن الاكتئاب الذي أصابني في المرة الأولى لم يأت بهذه الأعراض الذهنية، ماذا أعاني بالضبط؟ وهل لا أمل لي في الشفاء؟ وهل دواء زيبركسا مفيد في حالتي؟ لقد قرأت عنه لكن لم أتناوله قط، ما هو العلاج المناسب لحالتي؟ وكيف أقوم به؟
علماً أنني لا أستعمل أية مخدرات، أستعمل السيجارة مرات قليلة، لكن الآن أدخن ما يزيد عن 20 سيجارة في اليوم بسبب هذا الحال لقد تعبت احس بالشلل والعجز والخوف وضعف كبير في الشخصية.