السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشعر بالضيق الشديد لعدة أمور تجول في رأسي, ولا تترك بالي, فتتركني وأنا دامية القلب, ولا أشعر ببهجة الحياة, ولا أشعر كمن هم في مثل سني, لعل أهمها وأشدها على الإطلاق شعوري بمشكلة في شكل جسمي, فأنا أعاني من السمنة والنحافة الموضعية؛ حيث امتلاء الجزء العلوي, ونحافة الجزء السفلي, فالعلوي يبدو كامرأة كاملة النضج, والسفلي يبدو كالأطفال, فأخجل من نفسي عندما أرتدي أي ملابس, فلا أشعر بالتناسق, وهذا يجعلني أفكر: كيف لي أن أتزوج وأنا بهذه الحالة؟ ومن هو ذاك الرجل الذي سيقبلني هكذا, ويترك الآلاف لأجلي!!
وحتى إذا تزوجني فإنه سيكتشف الأمر بعد الزواج, وهنا سوف تظهر المشكلات, فمن حقه أن يرى في بيته مثلما يرى في الشارع, أو حتى في القنوات, ولن أستطيع أن أحقق له هذا, فأفكر تارة في هجر الزواج مدى الحياة, وتارة أخرى أجد نفسى بحاجة شديدة لشريك في حياتي، وبعيدًا عن الزواج وتفكيري فيه فعندما يأتي فأنا أريد أن أشعر بنفسي, وأشعر أنني فتاة بعمر الزهور, وهذا الوصف قد يكون غير دقيق, ولا معبرًا عن أقل شعور تجاه هذا الإشكال بداخلي, فقد كاد أن يجن عقلي, وأمي لا تساعدني في ذلك؛ لأنها ترى أنها خلقة الله, فعلي أن أقبلها ويقبلها هو الآخر، ولكني أرى أن الله قد يخلق بنا قصورًا أو عجزًا لا لشيء, وإنما يريد بنا خيرًا, أو يبتلينا, وليس معنى هذا ألا نصلح ونحسن من أنفسنا طالما أن الامر يخلق عائقًا نفسيًا في استمرار الحياة ومواجهتها بشكل طبيعي, خاصة أني أتلقى تعليقات ممن حولي, وذاك يرميني في بئر مظلم لا أعرف كيف أنجو منه، وكما أن للزوج حقوقًا على زوجته, وإذا كان هناك بد من إصلاح شيء فيها لأجله, فلا أعتقد أن الدين يمنع إصلاحه, طالما أن الهدف هو إرضاء الزوج وحمايته من الفتن الخارجية, وإرضاء النفس قبل كل شيء لتستمر الحياة.
أكتب وأنا بحالة مزرية, وقد سئمت, وفي كل يوم أعاني من أحلام تارة تصيبني بالاكتئاب, وتارة أراني كما أريد، وليت هذا فقط, وهي ما يلقى بي إلى هاوية الانهيار عصبيًا وفكريًا, فماذا أفعل؟ وأرجوكم لا تعطوني حلولاً بسيطة تعمل عمل مسكنات لحظية.
آسفة للإطالة, وشكرًا جزيلاً.