الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صديقتي لديها علاقة برجل متزوج .. فهل أهدده بإخبار زوجته بعلاقته؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد رأيكم في موضوع، عندي صديقة تربطها علاقة مع رجل متزوج، وقد أخذت رقم هاتفه من هاتفها من أجل الاتصال به وتهديده بأن يبتعد عنها أو إخبار زوجته عن هذه العلاقة بعدما فشلت محاولتي بإقناعها بابتعادها عنه، فهل أتصل أم لا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ meryam حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبًا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا في إسلام ويب، ونشكر لك أيضًا حرصك على تجنيب صديقتك الوقوع فيما حرم الله تعالى عليها، وأنت مأجورة - بإذن الله تعالى – على كل جهد تبذلينه في نصح زميلتك هذه وإبعادها عن معصية الله.

أما ما ذكرتِ من شأن الاتصال بهذا الرجل، فنصيحتنا لك ألا تتصلي به، إذ أن الاتصال به قد يجرك إلى ما لا تُحمد عاقبته، وأنت في غنىً عن ذلك، ولم يكلفك الله عز وجل بهذا، وإنكار المنكر ينبغي أن يُسلك فيه الأسلوب الأمثل الذي يُرجى من ورائه زوال المنكر الذي ننهى عنه.

من ثم فنصيحتنا لك أن تنصحي زميلتك وتذكريها بالله تعالى، وتذكريها بالآخرة، ويُستحسن أن تُسمعيها بعض المواعظ التي تذكرها بالجنة والنار، وأن هذا السلوك الذي هي مقيمة عليه سيجرها إلى سخط الله تعالى، وسخط الله لا تقوم أمامه السموات والأرض، فهذا النوع من النصح قد يؤتِ ثماره في زميلتك، ولا بأس بأن تستعيني على ذلك بمن له تأثير عليها، وإذا احتجت إلى تهديدها بأن تذكري أمرها لمن يردعها عن ذلك، فلا بأس، وكذلك هذا الرجل إذا تمكنت من إيصال حاله إلى زوجته أو من له تأثير عليه بقصد ردعه وزجره عن هذه العلاقة، فهذا شيء حسن.

أما أن تباشري أنت بالاتصال بهذا الرجل، فإنه وإن كان يجوز للمرأة أن تتحدث مع الرجل بحديث لا لين فيه ولا خضوع، ولا يدعو إلى الفتنة، ولكن الحديث في مثل هذه القضايا مع رجل أجنبي عنك قد يجر إلى ما لا تُحمد عاقبته، وقد يستغل الرجل هذا الاتصال منك، ويحاول تشويه سمعتك، أو غير ذلك من المكامن التي قد تخفى عليك، فنصيحتنا لك ألا تفعلي ذلك، ولا بأس بأن تتخذي الوسائل التي سبق ذكرها في سبيل النهي عن هذا المنكر ما أمكن ذلك، فإن لم يتغير المنكر فلا إثم عليك، وإن تغيّر فالحمد لله، وأُجرتِ على ذلك كله.

نسأل الله تعالى أن يجعلك مفتاحًا للخير مغلاقًا للشر.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً