السؤال
إخواني: ساعدوني ودلوني، فماذا أفعل؟
مشكلتي باختصار: أنا شاب في السابعة والعشرين من عمري, أصبت وأنا صغير - في عمر السبع سنوات - بمرض نفسي - نوبات قلق متباعدة, أحيانًا تكون لبعض الظروف التي مرت بي, وأحيانًا وساوس -.
المرة الأولى كنت أتقيأ, ولم أكن أستطيع الأكل ولا النوم, وهذه الوساوس والمخاوف كانت تأتيني على شكل نوبات, تستمر لأسابيع وتختفي.
بعد أن أصبحت في عمر المراهقة خفَّ تأثير الوساوس والمخاوف عليّ؛ بحيث أصبحت أتمكن من الأكل والنوم, لكن الشيء الجديد الذي حدث كان الاكتئاب, وعندما وصلت الثامنة عشرة أصابني وسواس في العقيدة, وبدأت العلاج عند طبيب, وأعطاني بروزاك, وبسبار, واكزانكس, وتحسنت حالتي بعد شهور, وبعد ذلك تخلصت من وساوس العقيدة, لكنه بقي القلق العام, والوساوس, وشيء بسيط من الاكتئاب بسبب القلق الدائم, وتوقفت عن الدواء بشكل تدريجي – أستمر التدرج مدة شهرين - وكانت الأوضاع جيدة إلى أن عادت الأعراض من جديد؛ فذهبت إليه وأعطاني بروزاك وبسبار.
المشكلة تكمن أنه أصابني إحباط ويأس من هذه الأدوية؛ لأنها تعمل مثل المخدر الموضعي, وأرى نفسي ناقصًا دون الناس ودون الأصدقاء.
والمشكلة الأخرى تكمن في أن علاقاتي بالأصدقاء ساءت كثيرًا, حتى أن أقرب أصدقائي - والذي تربيت معه - قال لي: إني شخص ممل, ناهيك عن باقي الأصدقاء الذين بدأوا يقولون لي: إني شخص معقد, فبدأت أعتزل الناس.
والمشكلة الأخرى هي: علمي أن أحد أعمامي أصيب بالجنون, وأخاف أن أصبح مثله بالوراثة, وهذا وارد, ناهيك عن وجود أحد إخواني الذي يريد أن يطردني من المنزل بسبب فتاة, ناهيك عن رغبتي بالزواج, وأتساءل: أي فتاة سترغب بالزواج من مريض نفسي.
والحقيقة أني بدأت أصاب برهاب اجتماعي منذ سنة تقريبًا, وبدأت أخشى الاجتماع بالناس؛ خوفًا من وقوع شجار وعدم القدرة على التصرف؛ لأني عادة ما أكون مرهقًا, وأصاب بدوار.
القلق عكَّر حياتي, وأصبحت في تفكير دائم بالمستقبل, وعدم قدرة على حل المشاكل, تجمعت كل الهموم معًا, وأنا لم أستخدم أي دواء منذ ثمانية أشهر, وأنا مثقل بالهموم من كل جهة.
أرشدوني: هل أعود إلى الدواء الذي أشعر أني بحاجة إليه أم أبقى هكذا - أحاول الإقلاع عنه -؟
علمًا أنني عندما أتناول الدواء وأكون في حالة جيدة أتجنب الاختلاط بالناس؛ بسب شعوري بالنقص والدونية؛ لأنني مريض نفسيًا, والناس عاديون, وأنني اخبئ أسرارًا في أعماقي, ماذا أفعل؟ هل أعود إلى تناول الدواء أم لا؟