الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من الموت وعدم المقدرة على النوم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شيخي الفاضل: أنا إنسان أمرُّ حاليًا بأزمة نفسية كدرت صفو حياتي ألا وهي: أنني أفكر بشكل مخيف بالموت, وأعاني من تخيلات رهيبة, مثل: كيف سأموت؟ وكيف سأكون في القبر؟ وهل الله راض عني؟

كلها تخيلات حرمت عيني النوم, فأنا أعاني حاليًا من عدم المقدرة على النوم, مع أني أشعر بنعاس شديد, ولكن مجرد أن أذهب للفراش تبدأ الوساوس, ويبدأ ضيق التنفس, والنغزات في القلب, والشعور بالدوران بعض المرات, فأقوم مفزوعًا, وأشعر بالذنب, وعندما أخاف من ذلك أقوم بالتحدث مع نفسي, إن الموت حق, وإن كل شيء عند الله أجمل, فأهدأ لمدة قصيرة ثم تعود المخاوف بشدة, مع أني – والحمد لله - محافظ على صلواتي في المسجد, وأحاول أن أبتعد عن ما يغضب الله قدر المستطاع, أتمنى -يا دكتور- أن تساعدني وتقدم لي النصيحة بأسرع وقت ممكن؛ لأن الله هو الوحيد العالم بما في داخلي.

وشكرًا جزيلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرًا، ونشكرك كثيرًا على تواصلك مع إسلام ويب.

ويظهر -يا أخي- أن سطوة المخاوف التي انتابتك الآن, خاصة الخوف من الموت, ربما تكون ناتجة من نوبة هرع أصابتك, وبعد ذلك استمر معك الخوف القلقي, وتتميز المخاوف التي تعاني منها بالطبع الوسواسي, وحين يتعلق الأمر بالموت والقبر والحساب والبعث فلاشك أن الوسواس هنا يكون مفزعًا ويكون مخيفًا, خاصة إذا كانت ملحة ومستحوذة.

أنا أقول لك: إن العلاج الدوائي في حالتك مطلوب ومهم, وإن شاء الله تعالى يعتبر منقذًا لحالتك.

فيا أخي الكريم: إن استطعت أن تقابل الطبيب النفسي فهذا هو الأفضل, وإن لم تستطع فأنا أقول لك: احصل على أحد الأدوية الفاعلة لعلاج الوساوس القهرية، خاصة من هذا النوع, وأنا أرى أن عقار سبرالكس سوف يكون هو الدواء الأمثل, وجرعة البداية هي (10غ) ليلاً لمدة أسبوعين, وبعد ذلك ترفع إلى (20غ) ليلاً, وهذه الجرعة العلاجية المطلوبة في مثل حالتك, والتي يجب أن تستمر عليها لمدة أربعة أشهر, ثم تخفض الجرعة إلى (10) مليجرامات ليلاً لمدة ستة أشهر, ثم (5غ) أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على (10غ) يتم تناولها يوميًا لمدة شهر, ثم تتوقف عن تناول الدواء.

بجانب السبرالكس هنالك عقار يعرف باسم سيوركويل, واسمه العلمي كواتبين, هو ملطف للمزاج, ومحسن للنوم, وداعم للسبرالكس في فعاليته للتغلب على المخاوف والقلق والتوتر، جرعة السيوركويل هي (25) مليجرامًا يتم تناولها ليلاً, وبعد أسبوعين تجعل الجرعة (50غ), واستمر عليها لمدة أربعة أشهر, ثم اجعلها (25غ) ليلاً لمدة شهرين, ثم توقف عن الدواء.

هنالك أخي الكريم أدوية أخرى كثيرة مشابهة, لكن أعتقد أن هذه المجموعة من الأدوية سوف تفيدك كثيرًا, وأسأل الله أن ينفعك بها .

يأتي بعد ذلك العلاجات النفسية السلوكية, أولاً حالتك -يا أخي- ليست خطيرة, وإن كانت مزعجة.

ثانيًا: هو نوع من الابتلاء, ولا تجعل الشيطان يصدك عن الصلاة في المسجد, ويجب أن تحسن الظن بالله، وإن شاء الله تعالى سوف ينقشع الذي بك, وينشرح قلبك, وترى الدنيا بمنظار طيب وجميل.

الخوف من الموت -أيها الفاضل الكريم- بالصورة التي ذكرتها هو خوف مرضي, والخوف من الموت كأمر مخيف وطبيعي هذا لا نستنكرها؛ لأنه يحسن من دافعية الإنسان نحو الآخرة والحياة الباقية.

الوساوس يجب أن تحقر دائمًا, ما تعاني منه من ضيق في التنفس ونغزات في منطقة القلب، حقيقة هي في الصدر, وهي ناتجة من الانقباضات العضلية التي سببها لك القلق, والشعور بالدوران أو الدوخة هو أيضا من إفرازات القلق.

إذن هنالك قلق ووسواس ومخاوف, وهي ذات مكون نفسي واحد, ومن إفرازاتها الأعراض الجسدية التي تحدثت عنها.

أخي الفاضل: اصرف انتباهك بأن تكون فعالاً في حياتك, تركز على عملك, وتطور من مهاراتك, تتواصل مع إخوتك وأرحامك، أنصحك بممارسة الرياضة, كما أن تطبيق تمارين الاسترخاء سوف تكون نافعة ومفيدة لك جدًّا وانظر (2136015).

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرًا، ونشكرك كثيرًا على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر محمد

    دوام علي الصلاة وقراءة القرآن وسوف تسترح عن تجربة احسن علاج هو تقوية علاقتك بالله وهذا ليس ابتلاء بل حب من الله عز وجل لتتقرب اليه قال الرسول عليه الصلاة والسلام "أكثروا من ذكر هادم الملاذات"

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً