الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
بارك الله فيك, وجزاك الله خيرًا، ونشكرك كثيرًا على تواصلك مع إسلام ويب.
ويظهر -يا أخي- أن سطوة المخاوف التي انتابتك الآن, خاصة الخوف من الموت, ربما تكون ناتجة من نوبة هرع أصابتك, وبعد ذلك استمر معك الخوف القلقي, وتتميز المخاوف التي تعاني منها بالطبع الوسواسي, وحين يتعلق الأمر بالموت والقبر والحساب والبعث فلاشك أن الوسواس هنا يكون مفزعًا ويكون مخيفًا, خاصة إذا كانت ملحة ومستحوذة.
أنا أقول لك: إن العلاج الدوائي في حالتك مطلوب ومهم, وإن شاء الله تعالى يعتبر منقذًا لحالتك.
فيا أخي الكريم: إن استطعت أن تقابل الطبيب النفسي فهذا هو الأفضل, وإن لم تستطع فأنا أقول لك: احصل على أحد الأدوية الفاعلة لعلاج الوساوس القهرية، خاصة من هذا النوع, وأنا أرى أن عقار سبرالكس سوف يكون هو الدواء الأمثل, وجرعة البداية هي (10غ) ليلاً لمدة أسبوعين, وبعد ذلك ترفع إلى (20غ) ليلاً, وهذه الجرعة العلاجية المطلوبة في مثل حالتك, والتي يجب أن تستمر عليها لمدة أربعة أشهر, ثم تخفض الجرعة إلى (10) مليجرامات ليلاً لمدة ستة أشهر, ثم (5غ) أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على (10غ) يتم تناولها يوميًا لمدة شهر, ثم تتوقف عن تناول الدواء.
بجانب السبرالكس هنالك عقار يعرف باسم سيوركويل, واسمه العلمي كواتبين, هو ملطف للمزاج, ومحسن للنوم, وداعم للسبرالكس في فعاليته للتغلب على المخاوف والقلق والتوتر، جرعة السيوركويل هي (25) مليجرامًا يتم تناولها ليلاً, وبعد أسبوعين تجعل الجرعة (50غ), واستمر عليها لمدة أربعة أشهر, ثم اجعلها (25غ) ليلاً لمدة شهرين, ثم توقف عن الدواء.
هنالك أخي الكريم أدوية أخرى كثيرة مشابهة, لكن أعتقد أن هذه المجموعة من الأدوية سوف تفيدك كثيرًا, وأسأل الله أن ينفعك بها .
يأتي بعد ذلك العلاجات النفسية السلوكية, أولاً حالتك -يا أخي- ليست خطيرة, وإن كانت مزعجة.
ثانيًا: هو نوع من الابتلاء, ولا تجعل الشيطان يصدك عن الصلاة في المسجد, ويجب أن تحسن الظن بالله، وإن شاء الله تعالى سوف ينقشع الذي بك, وينشرح قلبك, وترى الدنيا بمنظار طيب وجميل.
الخوف من الموت -أيها الفاضل الكريم- بالصورة التي ذكرتها هو خوف مرضي, والخوف من الموت كأمر مخيف وطبيعي هذا لا نستنكرها؛ لأنه يحسن من دافعية الإنسان نحو الآخرة والحياة الباقية.
الوساوس يجب أن تحقر دائمًا, ما تعاني منه من ضيق في التنفس ونغزات في منطقة القلب، حقيقة هي في الصدر, وهي ناتجة من الانقباضات العضلية التي سببها لك القلق, والشعور بالدوران أو الدوخة هو أيضا من إفرازات القلق.
إذن هنالك قلق ووسواس ومخاوف, وهي ذات مكون نفسي واحد, ومن إفرازاتها الأعراض الجسدية التي تحدثت عنها.
أخي الفاضل: اصرف انتباهك بأن تكون فعالاً في حياتك, تركز على عملك, وتطور من مهاراتك, تتواصل مع إخوتك وأرحامك، أنصحك بممارسة الرياضة, كما أن تطبيق تمارين الاسترخاء سوف تكون نافعة ومفيدة لك جدًّا وانظر (
2136015).
بارك الله فيك, وجزاك الله خيرًا، ونشكرك كثيرًا على تواصلك مع إسلام ويب.