السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سادتي المشايخ والمستشارين والأساتذة الكرام أشكركم مسبقاً للنصح والمساعدة.
حيرتي تكمن في أنني لا أعرف أي قرار أتخذ في مسألة شاب تقدم لي، كان زميلا في الدراسة، لكن المشكلة هو أنه يصغرني بسبع سنوات، ومجتمعاتنا العربية لا تتساهل مع المرأة التي أقدمت على مثل هذا الزواج، وتصبح مسبة لها ونقطة ضعف يمكن أن تعير بها من زوجها لحظة الخصام أو من أهله أو غيرهم.
أنا فتاة دخلت السنة 29 من عمري، وبدأ شبح العنوسة يتراءى لي من حين لآخر، فمرة أتجاوز الأزمة وأفكر في مستقبلي، وعندما أشتغل وأملأ وقتي وأتقبل الوضع على أنه قدر ورزق ربما لم يكتب لي، ومرة أحس بالوحدة الشديدة والتوق لزوج يدفئ سريري، وأطفال قرة عين لي بحول الله، وأستغفر الله إن كان ضعف إيمان لي، وأرجو أن تنصحوني في هذه النقطة كذلك عندما أضعف ما الذي أفعله.
الشاب ليس كما فكرت به أو حلمت به، ليس بمقياس التدين الذي كنت أرغب به، يعني هو على حسب قوله يصلي وربما يجمع الصلوات، وليس من المشاغبين في الدراسة ولا المتحرشين بالفتيات، ويبدو عليه الهدوء والسلام، أهله أناس بسطاء وشعبيون، وهو سيكمل دراسته في مجال "السلطة والأمن" بعد سنة تقريبا ونصف، مستواي المعيشي أعلى من مستواهم، كل ذلك لا يهم، لكن لا أحس بميول له رغم محاولتي وصليت صلاة الاستخارة عدة مرات، عندما أفكر بالحياة الزوجية والبيت وما يتعلق به أفرح وأتفاءل، وأقول ربما أحبه بعد الزواج ولأنه يحبني، عندما أفكر في فارق السن الكبير أخاف وأتشاءم وأخاف من المشاكل، وأن يعيرني هو أو غيره بذلك، رغم أنه أخبرني أن أهله موافقون وهو مقتنع بالأمر، فاتحت أهلي ووافقوا بشرط أن يكون مقتنعا، وعندما أفكر به أنفر ولا أتحمس للأمر، لكني دائمة الحيرة وأخاف ألا يلتزم بالصلاة أو أنفر منه إن لم أحبه بعد الزواج أو تبدو علي علامات الكبر قبله ويتغير من ناحيتي، ويكون ذلك هاجسا ينغص علي حياتي.
وهو يرسل إليّ برسائل قصيرة عبر الجوال لنتناقش في الأمر، لكنه لا ينفك يعبر لي عن مشاعره رغم أني نبهته مرات أنه لا يجوز لأنه ليس بيننا شيء بعد، فهل أقطع نهائيا الحديث معه حتى يكون بيننا رباط شرعي؟ وماذا أفعل برأيكم؟
جزاكم الله عني خيرا، أغيثوني بحل من عندكم أو نصيحة بارك الله فيكم، وأريحوا بالي أراحكم الله من كل شر اللهم آمين!