السؤال
أنا أقرأ كتبا كثيرة في كل العلوم، ومجرد أن أقفل الموضوع أو الكتاب الذي قرأت فيه تتبخر المعلومة، ولا يمكنني استرجاعها، وعند مناقشة أي أحد أحس أن معلوماتي قليلة، وأنا لا أعلم هل هو عدم التركيز أو عدم اتباع الطرق الصحيحه للقراءة؟
أنا أقرأ كتبا كثيرة في كل العلوم، ومجرد أن أقفل الموضوع أو الكتاب الذي قرأت فيه تتبخر المعلومة، ولا يمكنني استرجاعها، وعند مناقشة أي أحد أحس أن معلوماتي قليلة، وأنا لا أعلم هل هو عدم التركيز أو عدم اتباع الطرق الصحيحه للقراءة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميلاد راحلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فالقراءة نعمة عظيمة من الله، ويكفينا إشارة لهذا الأمر أن أول كلمة بدأ بها تعالى هذا الإسلام العظيم، ليس شيئا آخر غير "اقرأ".
وكثيرا ما يشتكي الشخص من أنه يقرأ إلا أنه لا يستوعب كثيرا أو أنه لا يذكر شيئا مما قرأ، ومع الأسف قد يكون هذا مبررا للشخص للتوقف عن القراءة، سواء بوعي منه أو لا وعي، المهم أنه يتوقف عن القراءة، وكان الأولى أن يستمر في القراءة، فبالرغم من أن القارئ يعتقد بأنه لم يستوعب أو لا يذكر الكثير، إلا أن هذه القراءة في الحقيقة تدخل في عقله اللاواعي، وتكوّن عنده رصيدا غير قليل من المعلومات والمعارف العامة، وقد لا يستحضرها الآن في ذهنه، إلا أنها هناك تتراكم وتكوّن فهمه وتقديره للأمور، وفي اللحظات المناسبة يستطيع استحضارها والاستفادة منها.
كل هذا بالإضافة إلى أن القراءة بحد ذاتها ممتعة ومفيدة، حيث يطل الإنسان من خلال القراءة على عوالم كثيرة غير عالمه المحدود من حوله، حيث يمكن أن يسمع بالقراءة كلام رب العالمين، وحديث الرسول الكريم، والتعرف على سير العظماء والصالحين، بل يمكنه أن يسبر أعماق التاريخ الإنساني، وأن يذهب بالقراءة لأقصى الغرب والشرق، وأن يصعد في السماء، ويغوص في أعماق المحيطات... أمور كثيرة ما كان ليستطيع فعلها لولا القراءة.
فاستمري بالقراءة، ولكن ربما يفيد أن تنوّعي الكتب والمواضيع التي تقرئين فيها، فقد لا ترتاحين لموضوع، بينما ترتاحين وتستمتعين لمواضع أخرى كثيرة.
وتمنياتي لك بقراءة سعيدة ومفيدة.
والله الموفق.