السؤال
تحيه عطرة:
أخبرك بقصتي بشكل مختصر، وأريد نصيحتك عسى أن يجعلها الله في ميزان حسناتك، واعتبرها خدمة إنسانية.
أعاني من صداع مستمر في جوانب رأسي، وخفقان، لا يغيبان عني من الاستيقاظ صباحا وحتى النوم، وألم في الجهة اليسرى في رقبتي من الجنب الأيسر، والخلف، ولوح الكتف الأيسر -خاصة حدود الكتف- امتدادا إلى الخاصرة اليسرى، والفخذ الأيسر إلى القدم.
الألم شديد جدا، وقد بدأ سطحيا، واستمر مزعجا ومرهقا لي مدة 10 سنوات، راجعت أمهر الأطباء في عمان من اختصاصي القلب والعظام، والأعصاب والأنف والأذن والحنجرة والباطنية، إضافة إلى صور الرنين بالظهر، والطبقية للرأس وفحوصات الدم والبول والسكر الخ، وبشكل متكرر، ولم يثبت أي خلل على الإطلاق.
مؤخرا في إجازة الصيف قمت بمراجعة أحد الأطباء في عمان الذي شخَّص حالتي بأني أعاني من القلق، وصرف لي دواء بيرلكس 10 حبة واحدة يوميا الذي داومت عليه مدة شهرين، ولم أستفد منه شيئا.
راجعت الدكتور مرة أخرى، ونصحني بتغيير الدواء إلى زولفت (لسترال) 50 مرة واحدة يوميا لمدة شهر، ومن ثم حبتين لمدة شهر إلى ـ 4 حبات يوميا حتى هذه اللحظة.
أصبح لي 4 أشهر تقريبا، ولا أشعر بأي تحسن، وأنا الآن في منطقة لا يتوفر فيها أطباء نفسيين على الإطلاق، وعند تصفحي النت قرأت عنك كل خير، وأنك ماهر في اختصاصك، الأمر الذي جعلني متلهفا لمراسلتك.
بالنسبة للخفقان فهو متفاوت حسب الموقف الاجتماعي، وأعاني من القولون العصبي الذي يسبب انتفاخات، وغازات بشكل مزعج جدا، وبدون مبالغة -يا دكتور- وأعتذر عن هذه الكلمات (أتضايق من الانتفاخات، الأمر الذي يمنعني من زيارة الأصدقاء والزملاء؛ لأنها لا تفارقني أبدا حتى لو تجنبت البقوليات، الخ).
وأعاني من خدران في بعض الأحيان في أرجلي وأذرعي عند الجلوس، وعدم انتظامي في النوم، وإمساكا شديدا جدا لم تعالجه أي حبوب دوائية، ولا ملينات، وهذا أدى إلى تقرحات شديدة في فتحة الشرج؛ حيث إني دائما أشعر بحرقة وحرارة قبل الإخراج، ودائما أشد على أسناني على الرغم أنها سليمة، وأحس بالألم في اللثة وليس الأسنان، وأشعر دائما بتعب عام في الجسم، ودائما أحس بالنعاس والخمول، فلو نمت 13 إلى 14ساعة أستيقظ كسلان، وأكون بحاجه إلى النوم بدليل التثاؤب الدائم، وإحساسي بهذه الآلام يكون مع النبض، أي أن الألم يكون في كل نبضة أشعرها في فمي ورأسي، وغالبا كل جسمي.
أعترف أني كنت أخاف، وأنا في عمر 20 إلى 28 عاما تقريبا من نتائج أي شيء، ولو كانت بسيطة، وكنت لا أستطيع المواجهة، ودائما أتهرب، ولكن الآن الوضع يختلف -فالحمد لله- أدركت أني كنت خاطئا في مثل هذه التصرفات، ولا يوجد أي مشكلة في مواجهة أي شيء، لكن لازلت أفضل عدم المواجهة إذا تم تخييري بينها وبين المواجهة مع الأشخاص الذين أضع لهم اعتبارا عندي، وأخجل منهم فقط.
وأشعر بحرارة عالية في بعض الأحيان، على الرغم من شدة البرد، وتنميلا مستمرا منذ سنة في فخذي الأيمن, وضيقا في التنفس بعض الأحيان.
كما أني أخشى الموت، وأفكر فيه دائما، وأحمل الهموم عند التفكير ببعض الأمور، مثل دراسة الدكتوراه، والغربة، حتى أصل لشعور التعاسة.
جزاكم الله خيرا، وجعل هذه الخدمة في ميزان حسناتك.