الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأشكرك كثيرًا على رسالتك، وكذلك على حسن ظنك بنا، ونسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعًا، ونسأله أن يعافي وأن يشفي الجميع.
أعراضك أخذت معك مدة طويلة، ومن خلال التاريخ المرضي الذي ذكرته يمكننا الوصول إلى أن الحالة ذات طابع نفسي، ولا يوجد -إن شاء الله تعالى- أي مرض عضوي، وأنت قمت بإجراء كل الفحوصات اللازمة التي أكدت ذلك، والذي جعلني أميل نحو الجانب النفسي هو أن الأعراض بطبيعتها، وما يلازمها من توترات وقلق ومخاوف وتكاسل، وافتقاد الدافعية النفسية والجسدية، كل هذه مؤشرات واضحة على أن الحالة هي نفسوجسدية، أي أن الأعراض في الأصل سببها القلق، وربما شيء من الاكتئاب النفسي، وظهرت الأعراض متجسمة وواضحة جدًا ي شكل أعراض جسدية.
العلاج:
أولاً: عليك أن تسأل الله تعالى دائمًا الشفاء والعافية، وأن تكون لك إرادة التحسن، وإرادة التحسن نعني بها أن يُحسن الإنسان الظن بالله بأنه سوف يُشفى، وفي ذات الوقت يسعى ويُلح في اتخاذ الأسباب التي توصله إلى الشفاء -إن شاء الله تعالى-، ومن أهمها أن لا يعطل حياته أبدًا، مهما كانت قسوة هذه الأعراض.
ثانيًا: ممارسة الرياضة تعتبر أمرًا ضروريًا، ومهمًّا جدًّا.
الرياضة الآن أثبتَ -وبما لا يدع مجالاً للشك- أنها تلعب دورًا أساسيًا في تنشيط الكثير من الموصلات العصبية ومشتقاتها، والتي هي ذات دخل وتدخل مباشر في إزالة القلق والتوتر، ومن ثم ينعكس كل ذلك إيجابيًا على النفس، وعلى الجسد.
ثالثًا: العلاج الدوائي في مثل هذه الحالات يتطلب الصبر؛ لأن الفعالية غالبًا تكون بطيئة، والبناء الكيميائي قد يستغرق وقتًا.
اللسترال لا بأس به كعلاج، ولكن فترة الأربعة أشهر ربما تكون كافية جدًّا إلى أن تنتقل إلى علاجات أخرى، أسأل الله أن ينفعك بها.
يعتبر علاج سيمبالتا، والذي يعرف علميًا باسم (دولكستين)، هو الأفضل في مثل هذه الحالات، وهو دواء مضاد قوي جدًّا للاكتئاب وللقلق وللمخاوف، كما أنه ذو فعالية خاصة في علاج الآلام الجسدية التي تصاحب القلق، أو الاكتئاب النفسي.
جرعة الدولكستين هي ستون مليجرامًا، تتناولها ليلاً بعد الأكل، وهذا مهم جدًّا؛ لأن هذا الدواء في الأيام الأولى للعلاج ربما يسبب غثيانا بسيطا جدًّا، استمر على هذه الجرعة -كبسولة واحدة في اليوم- لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك اجعلها كبسولتين في اليوم -أي مائة وعشرين مليجرامًا- لمدة شهرين، ثم تخفض الجرعة مرة أخرى إلى كبسولة واحدة لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهرين، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء.
بجانب السيمبالتا هنالك عقار يعرف باسم (لريكا)، واسمه العلمي هو (prebalnin) وهذا يتم تناوله بجرعة خمسة وسبعين مليجرامًا -أي حبة واحدة يوميًا- لمدة ثلاثة أشهر، ثم حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناوله.
لا تبدأ بتناول الدوائين مباشرة مع بعضهما البعض، ابدأ بالسيمبالتا, وبعد أسبوعين يمكنك أن تُلحقه باللاريكا.
هنالك دواء ثالث يعتبر إضافة جيدة أيضًا يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل)، واسمه العلمي هو (سلبرايد)، الجرعة المطلوبة هي أن تتناوله صباحًا ومساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم صباحًا حبة واحدة ثم تتوقف عن تناوله.
هذه المجموعة العلاجية الدوائية مع تطبيق الإرشادات التي ذكرناها لك، آمل وأسأل الله تعالى أن يجعل لك فيها خيرًا كثيرًا، وهي فاعلة وممتازة -إن شاء الله تعالى-.
وانظر منهج السنة النبوية لعلاج الأمراض النفسية: (
272641 -
265121 -
267206 -
265003).
ونشكرك على رسالتك، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.