السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخي الدكتور: لقد أرسلت عدة مرات من قبل وأريد حلا لمشكلتي، أنا امرأة حساسة جدا، وحالتي النفسية في بعض الأحيان تكون متعبة.

أريد تفسيرا لحالتي وعلاجا لها، فأنا من قبل أن أحمل أصبت بحالة اكتئاب شديدة جدا، بعد أن سكنت في منزل جديد، وبعدها بيوم مرضت -والحمد لله- بجرثومة في المعدة، وهبوط في الضغط، وأحسست بأني سأموت.

فجأة وإذا بي من بعدها أكره المنزل؛ بسبب حدوث مشاكل بيني وبين زوجي، وكان زوجي -هداه الله- يشتكي لوالدته، وهي بدورها تتصل بي وتعاتبني، ولم تراعي مشاعري، ولا تربيتي لطفلي الذي كان يبلغ في ذلك الوقت ثلاثة أشهر، ولم يقف زوجي معي ولم ويواسيني، ولا خفف من معاناتي.

أنا الآن لي سنة وثلاثة أشهر في هذه المعاناة، ومع الحمل زاد علي ذلك، فأصبح لدي وسواس شديد، وأرى صورا لقتلى ، وعندما أسمع قصصا عن الموت تأتيني مثل الرجفة، وخفقان سريع في القلب، وتنميل، وبرودة في قدمي، ودوار، وأرق، وقلة نوم، وأنا في حالة لا يعلمها إلا الله.

أرجو منكم الدعاء لي بالشفاء، وأن ألد بالسلامة، وأن يرزقني الله الذرية الصالحة.

وأرجو منكم الإجابة في أسرع وقت ممكن، والدعاء لي بالصبر والعافية، وطول العمر في طاعة الله عز وجل.

وفي بعض الأحيان تأتيني آلام في القلب، وعندي قولون وغازات تضايقني.

سامحوني للإطالة.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هاجر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:


بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

لاشك أن الإجابة التي أفاد بها الدكتور/ مأمون مبيض استشاري الطب النفسي قد وصلت إليك، وأنا أثمنها تماماً، وأرجو أن تأخذي بكل ما أورده لك من تفسيرات، وإرشادات، والذي أود أن أضيفه لك هو أنه يجب أن تجتهدي جداً، ولا تتركي مجالا للفكر التشاؤمي أن يؤثر على حياتك، فالدنيا فيها أشياء جميلة وطيبة، ولكن من الواضح جداً أن المنحى التشاؤمي في التفكير هو الذي يجعلك تصابين بحالات القلق الوسواسي التي ذكرتها، فمن طبيعة القلق الوسواسي أن تكون معه مخاوف، والمخاوف كثيرا ما تكون معها أعراض جسدية، مثل: الرجفة، وضربات في القلب.

أنا أرى أنه من الأفضل لك أن تقابلي طبيبة نفسية -إذا كان ذلك ممكناً- خاصة أنك الآن في مرحلة الحمل، والرعاية والعناية في حالتك من الناحية الطبية، والنفسية من الأفضل أن تكون مشتركة بين طبيبة النساء والولادة والطبيب النفسي، والطبيب النفسي سيقوم بتدريبك على تمارين الاسترخاء، وسوف يكون التدريب على كيفية صرف الانتباه، وهذا بسيط جدًا، فالإنسان حين يسيطر عليه فكر سلبي تشاؤمي يمكن أن يغير مكانه، ويمكن أن يدخل في رأسه فكرة جديدة، وأن يتذكر شيئا جميلا في هذه الحياة، وهكذا، وفي ذات الوقت أنا أرى أنك محتاجة إلى علاج دوائي فهذا مهم.

هنالك دواء يعرف باسم سبرالكس (Cipralex) والاسم العلمي هو استالوبرام (Escitalopram)، وهو من أفضل الأدوية، لكن هذا الدواء لا يتم تناوله في مراحل الحمل الأولى -أي الأربعة أشهر الأولى- فهذه فترة تخليق وتكوين الأجنة، فلا ينصح بتناول هذا الدواء الآن، ولكن بعد انقضاء هذا المدة، وحين تبدأ الفترة الوسطى في الحمل، وكذلك الفترة الأخيرة النهائية فلا مانع من تناوله أبداً.

وجرعة السبرالكس المطلوبة في حالتك هي بسيطة جدا، حيثً تبدئي بخمسة مليجرامات تتناولينها بعد الأكل، وبعد عشرة أيام ترفع إلى عشرة مليجرامات يومياً تستمرين عليها لمدة شهرين أو ثلاثة، ثم تخفض إلى خمسة مليجرامات يومياً لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

ما تعانين منه -إن شاء الله تعالى- هو أمر بسيط، فهو قلق وسواسي انفعالي مصحوب بالمخاوف.

أما بالنسبة للأسباب التي ذكرتها: فيجب أن لا تعيريها اهتماما كثيراً، فكثير من الناس عاشوا في ظروف صعبة ولكن تجدهم -والحمد لله تعالى- ليس لديهم أي علل، أو شوائب نفسية، وبعض الناس تجدهم يتعلقون بأسباب بسيطة جداً، فهنا أعتقد أن التخلص من التفكير السلبي هو الذي سوف يساعدك كثيراً.

الحمد الله لديك زوج، فلماذا تحدث مشاكل بينك وبينه؟! وبيت الزوجية هو بيت الرحمة والمودة والسكينة، وكون زوجك يذكر شيئا لوالدته فهذا يحدث عند كثير من الناس، ولا أعتقد أن والدته تريد بك أو به شراً.

أرجو أن لا تضخمي ولا تجسمي هذه الأمور أبداً، وحاولي أن تكون متواصلة، أبدي التقدير والاحترام الكبير لوالدة زوجك، واستمعي إلى نصائحها، وكوني على وفاق تام مع نفسك وزوجك، ومع من حولك فهذا مهم جداً، لا تتركي مجالا للهشاشة النفسية -التي ربما تكون هي سمة من سمات النفس في بعض الأحيان- أن تسيطر عليك، وتحول كل جميل إلى قبيح، والأبيض إلى أسود، احذري، فالحياة طيبة وجميلة، وأنت لديك أشياء طيبة في حياتك يجب أن تتذكريها، وكما ذكرت لك أن العلاج الدوائي مهم ومفيد، ومريح جداً -إن شاء الله تعالى-.

أسأل الله لك الشفاء والعافية.