الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أفرق بين الحقيقة والخيال وأخاف من الموت، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا الطالبة سحر لدي سؤال واحد:

حالتي متردية جداً، ولا أعلم من أين أبدأ، ولكني تعبت جدا، عانيت في المرحلة الثانوية من حالة الخوف من الموت، لدرجة أنني كنت أبكي بكاء شديدا جدا ولا أستطيع أن أتحمل نفس، ثم بعد ذلك ذهبت هذا الحالة وعادت الآن بشكل أكبر، فأصبحت أخاف من كل شيء حتى الخروج من المنزل وركوب السيارة، وبعد وفاة جارتنا أصبحت أكره ركوب السيارات، وصرت أبكي دائما، لا أستطيع الخروج من المنزل مطلقاً، بل أصبحت لا أستطيع قراءة القرآن أو السنن أو الأذكار، بالرغم من أني كنت محافظة عليها جدا، وأصبح كل شيء في عقلي يأتيني في أحلامي، فلا أعلم هل هو حلم أم خيال من رأسي؟

أصبحت لا أفرق بين الواقع والخيال، أصبحت أكره من حولي، وعصبيه جدا لا أعلم ما الحل.

آسفة للإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سحر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك، وأحسنت وصف الموقف، وما أطلت.

إن ما وصفت في سؤالك يشكل مزيجا من عدة أمور، فهناك طبعا موضوع الرهاب أو الخوف المرضي من الموت، فمن الأمور الطبيعية أن يذكر الإنسان الموت للموعظة مثلاً مع شيء من الخوف الطبيعي بحيث لا يسيطر هذا الخوف على كامل حياة الإنسان، ولكن في بعض الحالات ولأسباب نعرفها أو لا ندركها، قد يشعر الشخص بالخوف من الموت وبشكل شديد يتجاوز الحدّ الطبيعي كما هو الحال الذي ذكرت في سؤالك، وربما يكون له علاقة بوفاة جارتك، وهذا معلوم عادة فمن الممكن أن يثيرحادث وفاة عند الشخص الخوف من الموت.

وقد يمتد الخوف من الموت ليشمل الكثير من الأنشطة الحياتية، والتي لها صلة مباشرة أو غير مباشرة بالموت، كركوب السيارة أو زيارة المستشفى وعيادة المريض، أو لعب بعض الألعاب الرياضية التي يمكن أن تعرض صاحبها لأذى.

والجانب الثاني من القسم الأخير من سؤالك يوحي بأن هناك حالة من الوسواس القهري، حيث تأتيك الأفكار القهرية رغما عنك مهما حاولت دفع هذه الأفكار، إلا أنها تبقى تفرض نفسها في ذهنك، وهذا الذي نسميه بالوسواس القهري، وحتى أنها قد تفرض نفسها حتى في الأحلام وأثناء النوم.

وقد تكون هناك علاقة خفيّة بين الخوف من الموت وبين الوسواس القهري المتعلق بالموت، فالخوف يوتر الإنسان فتزداد عنده الوساوس، والوساوس تزيد من خوفه من الموت.

وقد يكون من العناصر الرئيسية للعلاج أن يطلع المصاب على طبيعة الإصابة وطبيعة الأعراض، ويمكن أن يتم هذا من خلال قراءة كتاب عن طبيعة الرهاب والخوف أو الوسواس القهري، وكيف يمكن لهذه الأعراض أن تؤثر في مجريات الحياة.

ويبقى العلاج المعرفي السلوكي هو الأمثل لكل من الخوف أو الوسواس القهري، وعليك لأجل هذا من مراجعة أخصائية نفسية أو طبيب نفسي في مدينتك، وقد يصف لك الطبيب بالإضافة للعلاج السلوكي المعرفي أحد الأدوية النفسية التي تساعدك على هذا التغيير، وهي عادة أحد أدوية الاكتئاب بالرغم من عدم وجود الاكتئاب.

وللمزيد من الاطلاع يمكن قراءة كتاب "المرشد في الأمراض النفسية واضطرابات السلوك" د. مأمون مبيض من المكتبات أو من موقع (نيل وفرات دوت كوم).

نسأل الله لك الشفاء العاجل.

وننصحك بمراجعة هذه الاستشارات التي تتحدث عن علاج الخوف من الموت سلوكيا: (259342 - 265858 - 230225) ففيها نفع كبير، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً