الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التعامل مع الآخرين بإيجابية والنظر إلى الدنيا بتفاؤل سبيل إلى السعادة

السؤال

ما أسباب إصابتي بالكآبة مع أنني أصلي وأقرأ القرآن وأبتعد عن كل ما نهانا الله عنه، ولكن أعاني من ضيق شديد ممن هم حولي؟

زميلتي في المدرسة تراقب ما أقوم به باستمرار وتقلدني، وأخشى أن أصاب منها بالحسد، فهي تقول لي كلمات قوية لا أتحملها، وزوجي في البيت لا يفهمني، فحياته كلها نوم وأكل ودوام وتلفزيون، وقليلاً ما يساعدني في متطلبات الحياة. الأولاد ودراستهم والتنظيف والغسيل والطبخ، وأهلي يعتبرونني مغرورة لأني لا أجد وقتاً لزيارتهم بكثرة، وأنا مصابة بأمراض المعدة من كثرة التفكير والهموم، لا أجد صديقة صادقة أرتاح لها، حتى زوجي إذا غضب مني اتهمني أني صاحبة مشاكل.

ما هي النصيحة لأعيش أياماً ممتعة بين أولادي وتستمر الحياة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غاية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

قد أحسنت من صلت وصامت وابتعدت عن كل ما نهى الله عنه، ومرحباً بالمعلمة الفاضلة في موقعها بين آباء وإخوان يسألون الله لها التوفيق والسداد.

لا شك أن وجود الإنسان بين الناس له ثمن وضريبة، والمؤمنة التي تخالط الناس وتصبر على أذاهم خير من التي لا تخالط ولا تصبر، وأنت –ولله الحمد– على خير طالما كنت ممن تهتم بأمر أطفالها، ولن يضرك كلام الناس إذا رضي عليك رب الناس، فاتق الله واصبري، وهوني على نفسك، ولا تجعلي المشاعر السالبة تتمدد في حياتك، واعلمي أن لجميع الناس مشاكل، ولكن الفرق في طريقة إدارة الأزمات واحتواء المشكلات، وحصرها في إطارها الزماني والمكاني.

واستبدلي عبارة ما بال الدنيا مظلمة بقولك: هأنذا مضيئة؛ ولأن تشعلي شمعة خير من أن تلعني الظلام.
أما بالنسبة لزوجك فحاولي أن تتذكري إيجابياته ثم اذكريها له واشكريه عليها، ثم طالبي بالمزيد، وتجنبي كثرة النقد له؛ لأن ذلك سوف يعقده عن الصعود في سلم المعالي، وحاولي أن تقتربي منه وتشاركيه في بعض اهتماماته لتكون بينكم أرضية مشتركة، وعندها سوف يسهل عليك وعليه مسألة الصعود إلى سلم المعالي واعتياد علو الهمة.

أرجو أن تتعوذي بالله من الشيطان الذي لا هم له إلا أن يحزن أهل الإيمان، ولكن ليس بضارهم إلا شيئاً قدره مالك الأكوان.
ولا يخفى على أمثالك الآثار الخطيرة للهموم والتوتر، مع علمنا أنها لا تقدم ولا تؤخر، وصلتها الوثيقة بالآلام الحاصلة لك، فلا تلتفتي لما تقوله هذه أو تلك، فإن من راقب الناس مات هماً، والإنسان لا يمكن أن يرضي الناس؛ ولذلك فإن العاقلة تسعى في رضوان الله.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وعليك بالصبر، فإنه مفتاح الفرج، وانظري للحياة بمنظار جديد وبثقة في ربنا المجيد.
ونسأل الله لك التوفيق والسداد والسعادة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً