الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الفتاة من رغبة أخيها في الزواج بفتاة عن طريق النت

السؤال

السلام عليكم.

أخي يبلغ من العمر (23) عاماً، أكبر مني سناً، وهو - ولله الحمد - شاب ذو خلق بار جداً بوالديّ، ويواظب على الصلاة في المسجد.

في أحد الأيام صارحني أنه يحب فتاة تصغره بأربع سنوات تقريباً، وأنه يرغب في الزواج بها، وأظن أنه عرفها عن طريق النت، ولا أعرف حقاً ما حدود العلاقة بينهما.

والدتي كانت دوماً تقنعه بأن يتزوج بإحدى قريباتنا، وهو لا يرغب في أن يخالف رأي والدتي، لكنه يريد الارتباط بتلك الفتاة التي اختارها هو بنفسه.

أنا الآن حائرة جداً في أمره، لم أكن أتوقع أن يكون أخي على علاقة بفتاة، وذلك لأننا من عائلة ملتزمة والحمد لله،ولا أعرف إن كانت تلك الفتاة جادة في علاقتها مع أخي، أم تفعل ذلك للتسلية فقط.

هل أقنع أهلي بخطبتها؟ أم ماذا أفعل؟ مع العلم أن تلك الفتاة من مدينة أخرى بعيدة عن مديتنا.

أفيدوني أفادكم الله، وجزاكم كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أم عمار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.

لقد أسعدني حرصك على الخير، وأفرحني خوفك على شقيقك، ونحن نفخر بك وبأمثالك، ونسأل الله أن يلهمك رشدك، وأن يرفع درجاتك، وأن يقر عينك بصلاحه، وأن يحقق لك مرادك.

أما بالنسبة لموضوع الفتاة فإننا نسأل عن دينها، وعن طريقة تعرف شقيقك عليها، وعن مستوى تلك العلاقة، وما هو مستوى أسرة الفتاة، وهل يمكن لأسرتكم أن تقبل؟ وهل وجدت مثل هذه الصور في أسرتكم من قبل، وفي الجانب الآخر: ما طبيعة علاقتك مع أخيك؟ وهل بينكما قواسم مشتركة؟ وهل ممكن أن يقبل منك الرأي والمشورة؟ وهل الأسرة على علم بتلك العلاقة؟ وهل هناك من هو أنسب منك في طرح الموضوع ومناقشته، ولا شك أن الإجابة على التساؤلات أعلاه يساعدنا في الوصول إلى الأسلوب المناسب والحلول المناسبة، ويتيح لنا فرصة النظرة الشاملة للموضوع، وسوف نكون سعداء إذا تواصلتم مع موقعكم، ويمكن أن تطلبي منه عرض الموضوع على الموقع، وإذا لم يكن ذلك ممكناً فهذه بعض الخطوات المناسبة لمناقشة الموضوع، وهي كما يلي:

1- الدعاء لأخيك بظهر الغيب.

2-الاقتراب منه وتقديم خدمات له.

3- الثناء على ما فيه من الإيجابيات.

4- تشجيعه على بر الوالدين.

5- التعرف على أخبار الفتاة.

6- لفت نظره إلى أهمية إشراك الأسرة في الاختيار.

7- إيجاد بدائل مناسبة من بنات الأهل.

8- مطالبته بأن يستخير ويستشير.

9- تذكيره بأن مشوار الحياة طويل، ولذلك فالأمر يحتاج إلى التأني.

10- تذكيره بحب الوالدين الشديد له وبحرصهم على مصلحته.

وأرجو أن تتأكدوا أن العلاقة قامت على أسس صحيحة، وليس على مجرد نزوات وإعجاب شباب، علماً بأن الإسلام لا يقبل بأي علاقة لا تقوم على الضوابط الشرعية، وذلك لأن العلاقة الشرعية لابد أن تكون معلنة، وهدفها الزواج وليس فيها مخالفات، وأن يكون أهل الفتاة على علم بالعلاقة، مع ضرورة أن تكون قد تمت عن طريقهم؛ لأنه ما ينبغي للفتاة أن تخطب لنفسها أو تزوج نفسها.

وسوف نكون سعداء إذا تواصلتم معنا لمزيد من الإيضاح، حتى نتمكن بتوفيق الله من وضع النقاط على الحروف.

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لأخيك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً