أعاني من حالة أرق منذ عشرة أشهر، وسبب ذلك أنني كلما أذهب إلى النوم أتخيل نفسي ميتة، وأتخيل جميع الأحداث التي سوف تحدث؛ مما يؤدي بي إلى حالة من الهلع وتسارع في دقات القلب، وضيق في التنفس، وتنميل في جميع أطرافي، وقد باتت حياتي يائسة، ولم أعد أعرف أي نوع من المتعة أو الابتهاج، وهي مليئة بالأحلام المزعجة، والتخيلات القاتلة.

وقد وصفتم لي سبراليكس عيار (10) ملجم، ولم أستطع أن أتناول إلا حبتين لما ظهر عليّ من تأثيرات جانبية مخيفة، فأرجو منكم مساعدتي .. شاكرة لطفكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينة محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنحن حينما وصفنا لك السبرالكس لعلاج نوبات الهرع كنا نرى ونعتقد أنه الدواء الأمثل - وذلك حسب الأبحاث العلمية الموثقة وكذلك التجارب العملية -، ولكن يعرف تماماً أن كثيراً من الناس هذه الأدوية ربما لا توافق معهم، خاصة في مراحل التناول والتعاطي الأولى، والأعراض الجانبية قد تظهر بشدة في الأسبوع الأول وبعدها تتلاشى عند من يصبر على الاستمرار على الدواء، لكن بصفة عامة السبرالكس يعتبر من الأدوية التي يسهل تحملها على معظم الناس، وفائدتها هي فائدة مرجوه وثابتة بإذن الله.

عموماً لا تنزعجي، فالبدائل كثيرة، ولن أحتم على أن تظلي على السبرالكس، حيث ألاحظ وجود حاجز نفسي بينك وبين هذا الدواء، لكني أرجو أن يكون توجهك إيجابياً نحو الدواء البديل، وهو الدواء الذي يعرف باسم ريمارون (Remeron) ويعرف علمياً باسم ميرتازبين (Mirtazapine)، فأرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة نصف حبة -أي 15 مليجرام- فتناوليه ليلاً، واستمري عليها لمدة شهر، بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة، واستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى نصف حبة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم توقفي عن تناول الدواء، يتميز الريمارون بأنه من الأدوية التي تسهل النوم، وتزيل القلق، وتحسن المزاج، بصورة واضحة جداً.

ولابد أن تتناولي الدواء ساعتين قبل النوم، ويجب أن يكون هناك انتظام في تناوله حتى تتحصلي على الفائدة الأكبر منه.

الإرشادات الصحية الأخرى المتعلقة بالنوم ضرورية، وهي ممارسة الرياضة، تجنب النوم النهاري، والحرص على أذكار النوم، التوقف عن تناول المثيرات، خاصة من المشروبات التي تحتوي على الكافايين مثل الشاي والقهوة والببسي، وهذه يفضل تجنب تناولها ليلاً، لا شك أن تثبيت وقت النوم ليكون في وقت معلوم يساعد كثيراً الناس في تحسنين صحتهم النومية، فأرجو أن يكون هناك حرص على الانتظام في التعاطي مع الدواء، وتطبيق بقية الإرشادات التي ذكرناها، نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.