الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلة ثقل النوم أثرت على حياتي، فكيف أعالجها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لاحظت منذ ٦ أشهر -تقريبًا- بأني أعاني من ثقل النوم، وصعوبة في الاستيقاظ صباحًا، بالرغم من أن معدل نومي ٦ ساعات، وكانت تكفيني، وأستيقظ وأنا مرتاح.

حاليًا أشعر بثقل النوم، وعدم الشعور بالراحة عند الاستيقاظ، وأضع المنبه، وأستخدم كثيرًا الغفوة، وهذا الشيء يؤثر على حضوري للدوام مبكرًا، علمًا بأني أستخدم السيبرالكس 20، ولاميكتال 100 منذ 4 أشهر -تقريبًا- لمشكلة القلق والمزاج لدي.

آمل منكم المساعدة، وشكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الكريم- في إسلام ويب.

ثقل النوم أسبابه عديدة:
- فقد يكون هو من طبيعة الإنسان في بعض الأحيان، وهذا -إن شاء الله تعالى- يتغيّر حين يتقدّم الإنسان في عمره.

- قد يكون ناتجًا من حالات نفسية، مثل: أنواع مُعيّنة من الاكتئاب النفسي؛ حيث إن ثمانين بالمائة (80%) من أنواع الاكتئاب تُسبب الأرق، ولكن عشرين بالمائة منها (20%) تكون مرتبطةً بثقلٍ في النوم، مع عدم الشعور بالراحة، وحُسن الدافعية عند الاستيقاظ.

- حالات مثل عجز الغدة الدرقية، قد تؤدي إلى ثقلٍ في النوم.

- نقص الفيتامينات، مثل: فيتامين (د)، وفيتامين (ب12)، هذه أيضًا في بعض الأحيان قد تؤدي إلى ثقل النوم.

- في أحيانٍ كثيرة سوء إدارة الوقت، وعدم تنظيم الساعة البيولوجية عند الإنسان، وعدم ممارسة الرياضة هي السبب في ثُقل النوم.

وبالنسبة للأدوية التي تتناولها -أخي الكريم- فالسيبرالكس عامةً لا يُسبب ثقلاً في النوم، وأيضًا الـ (لامتروجين) لا يُسبب ثقلاً في النوم.

أخي: الخطوة الأولى هي أن تُجري فحوصات طبية؛ لتتأكد من قوة الدم لديك، وكذلك وظائف الغدة الدرقية، ومستوى فيتامين (د)، ومستوى فيتامين (ب12)، فإن كان هناك أي خللٍ في هذه المكونات فيجب أن يتمّ تصحيحها.

والأمر الثاني هو: أن تُحسن إدارة وقتك، بأن تتجنّب النوم النهاري مهما كانت الظروف، وأن تتجنّب السهر أيضًا، وأن تمارس الرياضة بانتظام، وهذه خطوات مهمّة جدًّا من أجل تحسين الساعة البيولوجية والدورة النومية.

وإذا كنت تستخدم الأدوية الآن نهارًا فجرّب استخدامها ليلًا، أي السيبرالكس واللامكتال، بالرغم من أن السيبرالكس لا يُسبب زيادةً في النوم أبدًا، ولا اللامكتال أيضًا، ولكن هنالك فوارق بيولوجية بين الناس؛ فقد مرَّ عليَّ من يقول: إن السيبرالكس قد زاد من نومه، وأيضًا مرَّ علي مَن يقول: إن السيبرالكس قد زاد من يقظته، فهذه الاختلافات الفردية بين الناس كفوارق بيولوجية موجودة.

إذا لم تنجح كل هذه الخطوات في تنظيم نومك، وجعله نومًا صحيًّا؛ ففي هذه الحالة أرجو أن ترجع إلى الطبيب الذي يُشرف على علاجك، فيمكن أن يستبدل السيبرالكس بعقار (فلوكستين) مثلًا، والذي يُعرف باسم (بروزاك) والذي يُعرف عنه أنه يُحسّن من الدافعية، ويرفع أيضًا اليقظة عند الإنسان، أو على الأقل سوف يمنع كثرة النوم.

طبعًا هنالك أدوية أخرى نستعملها في بعض الأحيان لتقليل النوم والتكاسل، منها: عقار (ويلبيوترين)، والذي يُعرف باسم (ببروبويون)، وهو أحد مضادات الاكتئاب، وهنالك أيضًا عقار (مودافينيل)، وهو أحد الأدوية التي تزيد من النشاط الجسدي، وهنالك أيضًا عقار (ريتالين)، ولكن قطعًا لا نوصي أبدًا بالأدوية الأخيرة، لأنها أدوية تخصُّصيَّة، وتستعمل في حالاتٍ مُعيّنة، وقد يتعوّد عليها الإنسان.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً