أصبح لابني الذي يبلغ من العمر سبع سنوات مشاكل في النطق مند سنة تقريباً، ولست أدري سبب ذلك؟
ولاحظت أنه متعلق جداً بي رغم وجود أخت له أصغر منه، كما أنه قلق طول الوقت، وله عادة سيئة وهي أنه يعض أطراف أصابعه طول الوقت، أضف إلى ذلك تعلقه الشديد بمشاهدة التلفاز -خاصة الرسوم المتحركة- لولا أني وضعت له نظاماً لذلك.
فماذا ترون في كل ذلك.. خاصة مشكلة صعوبة النطق؟
وجزاكم الله كل خير.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة حسيبة             حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,وبعد

من الواضح أن هذا الابن يعاني من الالتصاق الوجداني؛ وما يعرف بالخوف من قلق الفراق والتدهور الذي حدث له في النطق هو نتيجة للنكوص الذي حدث له وأدى إلى تراجعه إلى مرحلة نفسية أكثر طفولية، والأعراض الأخرى التي ذكرتيها هي أيضاً ناتجة عن هذا النكوص.

وفي مثل هذه الحالات ننصح بأن لا يعامل هذا الطفل معاملة خاصة وأن لا يستجاب لرغباته بسهولة شديدة وأن يشجع السلوك الإيجابي لديه وأن يعاتب بلطف على السلوك السلبي، وبما أن هذا الطفل باحث لمزيد من شد الانتباه إليه فيجب معرفة ذلك وتجاهله بقدر المستطاع؛ ومن الطبيعي أن يظهر نوع من الاحتجاج من جانب الطفل لمثل هذه المعاملة، ولكن بمرور الزمن سوف يتقبل ويتكيف مع وضعه الجديد ولتدعيم ذلك يشجع بصورة أكبر؛ وهنا يرجح مبدأ الترغيب على الترهيب.

بالنسبة لمشاهدة التلفاز وخاصة الرسوم المتحركة هذا أمر شائع وسط الأطفال، والرسوم المتحركة تشد انتباه الطفل، وإثارته بصورة أكبر لأنها غالباً تحكي عن شخصيات أقرب إلى خياله ومرحلته العمرية.

يمكن أن يقلل من مشاهدة التلفاز بتنظيم وقت الطفل وجعله يتفاعل مع نشاطات جسدية وذهنية مختلفة وذلك بأن تجلب له ألعاب بسيطة وتعويده على رياضات تناسب عمره ومن المفيد له أن يقضي وقت أطول مع أطفال آخرين في مرحلته العمرية.

أرجو أن تطمئني أن مثل هذه السلوكيات تختفي غالباً بمرور الوقت، فقط يجب أن لا يعامل هذا الطفل معاملة خاصة وأن تتاح له الفرصة بأن يبني شخصيته وتكون له كينونته واستقلاليته... التوفيق.