سورة الصافات .
بسم الله الرحمن الرحيم .
قال تعالى : ( والصافات صفا ( 1 ) فالزاجرات زجرا ( 2 ) ) .
الواو للقسم ، وجواب القسم : إن إلهكم .
و ( صفا ) : مصدر مؤكد ، وكذلك " زجرا " . وقيل : " صفا " مفعول به ؛ لأن الصف قد يقع على المصفوف .
قال تعالى : ( رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق ( 5 ) ) .
( رب السماوات ) : بدل من واحد ، أو خبر مبتدأ محذوف ، أي هو رب .
قال تعالى : ( إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب ( 6 ) ) .
[ ص: 346 ] قوله تعالى : ( بزينة الكواكب ) : يقرأ بالإضافة . وفيه وجهان : أحدهما : أن يكون من إضافة النوع إلى الجنس ؛ كقولك : باب حديد ؛ فالزينة كواكب . والثاني : أن تكون الزينة مصدرا أضيف إلى الفاعل ؛ وقيل : إلى المفعول . أي زينا السماء بتزييننا الكواكب .
ويقرأ بتنوين الأول ونصب الكواكب ، وفيه وجهان : أحدهما : إعمال المصدر منونا في المفعول . والثاني : بتنوين الأول . وجر الثاني على البدل ؛ وبرفع الثاني بالمصدر ؛ أي بأن زينتها الكواكب ، أو على تقدير هي الكواكب .
قال تعالى : ( وحفظا من كل شيطان مارد ( 7 ) ) .
قوله تعالى : ( وحفظا ) : أي وحفظناها حفظا .
و ( من ) : يتعلق بالفعل المحذوف .
قال تعالى : ( لا يسمعون إلى الملأ الأعلى ويقذفون من كل جانب ( 8 ) دحورا ولهم عذاب واصب ( 9 ) إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب ( 10 ) ) .
قوله تعالى : ( لا يسمعون ) : جمع على معنى كل ؛ وموضع الجملة جر على الصفة ، أو نصب على الحال ، أو مستأنف .
ويقرأ بتخفيف السين . وعداه بإلى حملا على معنى يصفون .
وبتشديدها ، والمعنى واحد .
و ( دحورا ) : يجوز أن يكون مصدرا من معنى يقذفون ، أو مصدرا في موضع الحال ، أو مفعولا له ؛ ويجوز أن يكون جمع داحر ؛ مثل قاعد وقعود ؛ فيكون حالا .
( إلا من ) : استثناء من الجنس ؛ أي لا يستمعون الملائكة إلا مخالسة ، ثم يتبعون بالشهب .
وفي ( خطف ) : كلام ذكر في أوائل البقرة .
[ ص: 347 ] و ( الخطفة ) : مصدر ، والألف واللام فيه للجنس ، أو للمعهود منهم .
قال تعالى : ( بل عجبت ويسخرون ( 12 ) ) .
قوله تعالى : ( بل عجبت ) : بفتح التاء على الخطاب ، وبضمها ؛ قيل : الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم . وقيل : هو عن الله تعالى ؛ والمعنى : عجب عباده .
وقيل : المعنى أنه بلغ حدا يقول القائل في مثله : عجبت .
قال تعالى : ( احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون ( 22 ) من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم ( 23 ) وقفوهم إنهم مسئولون ( 24 ) ما لكم لا تناصرون ( 25 ) بل هم اليوم مستسلمون ( 26 ) وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ( 27 ) ) .
قوله تعالى : ( وأزواجهم ) : الجمهور على النصب ؛ أي واحشروا أزواجهم ، أو هو بمعنى مع ، وهو في المعنى أقوى .
وقرئ شاذا بالرفع عطفا على الضمير في ظلموا .
( لا تناصرون ) : في موضع الحال . وقيل : التقدير : في أن لا تناصرون .
و ( يتساءلون ) : حال .
قال تعالى : ( إنكم لذائقو العذاب الأليم ( 38 ) ) .
قوله تعالى : ( لذائقو العذاب ) : الوجه الجر بالإضافة . وقرئ شاذا بالنصب ؛ وهو سهو من قارئه ؛ لأن اسم الفاعل تحذف منه النون ، وينصب إذا كان فيه الألف واللام .