[ ص: 101 ] النوع الرابع .
. الصيفي والشتائي
قال الواحدي : : إحداهما في الشتاء ، وهي التي في أول النساء ، والأخرى في الصيف وهي التي في آخرها . أنزل الله في الكلالة آيتين
وفي صحيح مسلم ، عن عمر : ما راجعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شيء ما راجعته في الكلالة ، وما أغلظ في شيء ما أغلظ لي فيه ، حتى طعن بأصبعه في صدري وقال : عمر ألا تكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء ! . يا
وفي المستدرك : عن : أن رجلا قال : أبي هريرة يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة [ النساء : 176 ] . يا رسول الله ما الكلالة ؟ قال : أما سمعت الآية التي نزلت في الصيف
وقد تقدم أن ذلك في سفر حجة الوداع ، فيعد من الصيفي ما نزل فيها كأول المائدة ، وقوله اليوم أكملت لكم دينكم [ المائدة : 3 ] واتقوا يوما ترجعون [ البقرة : 281 ] . وآية الدين وسورة النصر .
ومنه : الآيات النازلة في غزوة تبوك ، فقد كانت في شدة الحر ، أخرجه البيهقي في الدلائل من طريق إسحاق ، عن عاصم بن عمر بن قتادة : وعبد الله بن أبي بكر بن حزم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما كان يخرج في وجه من مغازيه إلا أظهر أنه يريد غيره ، غير أنه في غزوة تبوك قال : يا أيها الناس إني أريد الروم فأعلمهم ، وذلك في زمان البأس وشدة الحر وجدب [ ص: 102 ] البلاد ، فبينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم في جهازه إذ قال للجد بن قيس : هل لك في بنات بني الأصفر ؟ قال : يا رسول الله ، لقد علم قومي أنه ليس أحدا أشد عجبا بالنساء مني ، وإني أخاف إن رأيت نساء بني الأصفر أن يفتنني ، فأذن لي . فأنزل الله : ومنهم من يقول ائذن لي [ التوبة : 49 ] الآية .
وقال رجل من المنافقين : لا تنفروا في الحر ، فأنزل الله : قل نار جهنم أشد حرا [ التوبة : 81 ] .
ومن أمثلة الشتائي : قوله : إن الذين جاءوا بالإفك إلى قوله : ورزق كريم [ النور : 11 - 26 ] . ففي الصحيح : عن عائشة : أنها نزلت في يوم شات .
والآيات التي في غزوة الخندق من سورة الأحزاب ، فقد كانت في البرد ، ففي حديث حذيفة : تفرق الناس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة الأحزاب إلا اثني عشر رجلا ، فأتاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : قم فانطلق إلى عسكر الأحزاب قلت : يا رسول الله ، والذي بعثك بالحق ما قمت لك إلا حياء ، من البرد . . . . الحديث ; وفيه : فأنزل الله ياأيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود [ الأحزاب : 9 ] إلى آخرها . أخرجه البيهقي في الدلائل .