السؤال
كيف يكون الصيام في البلاد القريبة من القطب الشمالي، -مثل النرويج، والسويد-، حيث يمتد النهار إلى 20 ساعة؟
كيف يكون الصيام في البلاد القريبة من القطب الشمالي، -مثل النرويج، والسويد-، حيث يمتد النهار إلى 20 ساعة؟
الحمد لله وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فقد خاطب الله المؤمنين بفرض الصيام فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:183]. وبين ابتداء الصيام وانتهاءه بقوله سبحانه: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ [البقرة:187]. ولم يخصص هذا الحكم ببلد، ولا بنوع من الناس، بل شرعه شرعاً عاماً، ليشمل سائر البلاد.
كما شرع الله -سبحانه- للمريض، والمسافر الفطر في رمضان، لدفع المشقة عنهما، قال تعالى: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [البقرة:185].
فمن شهد رمضان من المكلفين، وجب عليه أن يصوم، سواء طال النهار أو قصر، فإن عجز عن إتمام صيام يوم، وخاف على نفسه الموت أو المرض، جاز له أن يفطر بما يسد رمقه ويدفع عنه الضرر، ثم يمسك بقية يومه، وعليه قضاء ما أفطره في أيام أخر يتمكن فيها من الصيام، ومن هنا فإنه يلزمكم الصيام، ولو امتد النهار إلى عشرين ساعة، ما دام النهار محدداً والليل محدداً، كما يجزئكم الصيام، ولو بلغ النهار ثلاث ساعات فقط، كما يحدث في فصل الشتاء.
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه.
والله أعلم.