الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                  صفحة جزء
                                                  872 حدثنا أحمد قال : حدثنا سعيد ، عن عبد الأعلى بن أبي المساور قال : حدثني إبراهيم بن محمد بن حاطب ، عن عبد الرحمن بن محيريز .

                                                  عن زيد بن أرقم قال : بعثني رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فقال : " انطلق حتى تأتي أبا بكر ، فتجده في داره جالسا محتبيا ، فقل له : إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقرأ عليك السلام ، ويقول : أبشر بالجنة ، ثم انطلق حتى تأتي الثنية ، فتلقى عمر فيها على حمار تلوح صلعته ، فقل له : إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقرأ عليك السلام ، ويقول : أبشر بالجنة ، ثم انطلق حتى تأتي السوق ، فتلقى عثمان فيها يبيع ويبتاع ، فقل له : إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقرأ عليك السلام ، ويقول : أبشر بالجنة بعد بلاء شديد " فانطلقت ، فأتيت أبا بكر ، فوجدته في بيته جالسا محتبيا كما قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فقلت : إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقرأ عليك السلام ، ويقول : " أبشر بالجنة " قال : وأين رسول الله ؟ قلت : في مكان كذا وكذا ، فقام إليه ، ثم أتيت الثنية ، فإذا فيها عمر على حمار تلوح صلعته كما قال رسول الله . فقلت : إن [ ص: 480 ] رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقرأ عليك السلام ، ويقول : " أبشر بالجنة " قال : وأين رسول الله ؟ فقلت : في مكان كذا وكذا ، فانطلق إليه ، ثم انطلقت حتى أتيت السوق ، فلقيت عثمان فيها يبيع ويبتاع كما قال رسول الله ، فقلت : إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقرأ عليك السلام ، ويقول : " أبشر بالجنة بعد بلاء شديد " ، فقال : وأين رسول الله ؟ قلت : في مكان كذا وكذا ، فأخذ بيدي فجئنا جميعا حتى أتينا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فقال له عثمان : يا رسول الله ، إن زيدا أتاني ، فقال : إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقرأ عليك السلام ، ويقول : " أبشر بالجنة بعد بلاء شديد " ، فأي بلاء يصيبني يا رسول الله ؟ والذي بعثك بالحق ما تعنيت ولا تمنيت ، ولا مسست ذكري بيميني منذ بايعتك ، فقال : " هو ذاك " .

                                                  لا يروى هذا الحديث عن زيد بن أرقم إلا بهذا الإسناد ، تفرد به : عبد الأعلى بن أبي المساور .

                                                  التالي السابق


                                                  الخدمات العلمية