الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه ، ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الملك ، ثنا محمد بن عبد الله بن سابور الرقي ، ثنا عبد الرحمن العمري ، ثنا ربيعة ، عن عطاء ، عن عمر بن عبد العزيز : أنه أخر الجمعة يوما عن وقته الذي كان يصلي فيه ، فقلنا له : أخرت الجمعة اليوم عن وقتك ؟ قال : " إن الغلام ذهب بالثياب يغسلها فحبس بها ، فعرفنا أنه ليس له غيرها ، ثم قال : أما إني قد رأيتني وأنا بالمدينة وإني لأخاف أن يعجز ما رزقني الله عن كسوتي فقط ، ثم قال يتمثل :


              قضى ما قضى فيما مضى ثم لم تكن له عودة أخرى الليالي الغوابر

              .

              حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا محمد بن شبل ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا عيسى بن يونس ، عن الأوزاعي ، عن عمرو بن مهاجر قال : كانت قمص عمر بن عبد العزيز وثيابه فيما بين الكعب والشراك .

              حدثنا عبد الله بن محمد ، [ ص: 323 ] ثنا أحمد بن الحسين ، ثنا أحمد بن إبراهيم ، ثنا موسى بن إسماعيل المنقري ، ثنا إسحاق أبو يعقوب - يعني ابن عثمان الكلابي - ثنا رجاء بن حيوة ، قال : قومت ثياب عمر بن عبد العزيز وهو خليفة باثني عشر درهما ، فذكر قميصه ، ورداءه ، وقباءه ، وسراويله ، وعمامته ، وقلنسوته ، وخفيه " .

              حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا أحمد بن الحسين ، ثنا أحمد بن إبراهيم ، ثنا يحيى بن معين ، ثنا مروان بن معاوية ، ثنا يوسف بن يعقوب الكاهلي ، قال : كان عمر بن عبد العزيز يلبس الفرو الغليظ ، وكان سراجه على ثلاث قصبات فوقهن طين .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا هارون بن معروف ، ح وحدثنا محمد بن علي ، ثنا محمد بن قتيبة ، ثنا أحمد بن زيد الخزاز قالا : ثنا ضمرة بن ربيعة ، ثنا ابن شوذب ، ثنا رباح بن عبيدة ، قال : كنت أتجر فقال لي عمر بن عبد العزيز : " يا رباح اتخذ لي كساءين خزا ، أتخذ أحدهما محبسا والآخر شعارا " قال : ففعلت فصنعتهما بالبصرة ، فلم آل ، ثم قدمت بهما فأمر بقبضهما فلما أصبح غدوت عليه ، فقال لي : " يا رباح ما أجود ثوبيك لولا خشونة فيهما " فلما ولي قال لي : " يا رباح اتخذ لي من هذه الجباب الهروية عامل قطن فيهن صغر " قال : فاشتريت له ثلاث شقق فقطعت من الثلاث جبتين خشنتين ، ثم أتيت بهما إليه فقبضهما فقال لي : " يا رباح ، ما أجود ثوبيك لولا لين فيهما " قال : فذكرت قوله الأول وقوله الآخر " .

              حدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني قال : سمعت جدي أبا شعيب عبد الله بن مسلم يحدث ، عن أبيه قال : دخلت على عمر بن عبد العزيز وعنده كاتب يكتب ، قال : وشمعة تزهر وهو ينظر في أمور المسلمين ، قال : فخرج الرجل وأطفئت الشمعة ، وجيء بسراج إلى عمر ، فدنوت منه فرأيت عليه قميصا فيه رقعة قد طبق ما بين كتفيه ، قال : فنظر في أمري " .

              حدثنا حبيب بن الحسن ، ثنا جعفر الفريابي ، ثنا أبو أيوب ، [ ص: 324 ] ثنا يحيى بن حمزة ، ثنا عوف بن مهاجر أن عمر بن عبد العزيز كانت تسرج له الشمعة ما كان في حوائج المسلمين ، فإذا فرغ من حاجتهم أطفأها ، ثم أسرج عليه سراجه " .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية