الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        صفحة جزء
        [ ص: 357 ] الثالثة : يعرف ضبطه بموافقته الثقات المتقنين غالبا ، ولا تضر مخالفته النادرة فإن كثرت اختل ضبطه ، ولم يحتج به .

        التالي السابق


        ( الثالثة : يعرف ضبطه ) ، أي الراوي ( بموافقة الثقات المتقنين ) الضابطين ، إذا [ ص: 358 ] اعتبر حديثه بحديثهم ، فإن وافقهم في روايتهم ( غالبا ) ، ولو من حيث المعنى ، فضابط ، ( ولا تضر مخالفته ) لهم ( النادرة ، فإن كثرت ) مخالفته لهم ، وندرت الموافقة ، ( اختل ضبطه ، ولم يحتج به ) في حديثه .

        فائدة

        ذكر الحافظ أبو الحجاج المزي في الأطراف : أن الوهم تارة يكون في الحفظ ، وتارة يكون في القول ، وتارة في الكتابة .

        قال : وقد روى مسلم حديث : لا تسبوا أصحابي ، عن يحيى بن يحيى ، وأبي بكر ، وأبي كريب ، ثلاثتهم عن أبي معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، ووهم عليهم في ذلك ، إنما رووه ، عن أبي معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد ، كذلك رواه عنهم الناس ، كما رواه ابن ماجه ، عن أبي كريب أحد شيوخ مسلم فيه .

        قال : والدليل على أن ذلك وهم وقع منه في حال كتابته ، لا في حفظه : أنه ذكر أولا حديث أبي معاوية ، ثم ثنى بحديث جرير ، وذكر المتن وبقية الإسناد ، ثم ثلث بحديث وكيع ، ثم ربع بحديث شعبة ، ولم يذكر المتن ولا بقية الإسناد عنهما ، بل قال عن الأعمش بإسناد جرير وأبي معاوية بمثل حديثهما ، فلولا أن إسناد جرير ، وأبي معاوية عنده واحد ، لما جمعهما في الحوالة عليهما .




        الخدمات العلمية