الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          2099 \ 58 - حدثنا محمد بن مخلد ، حدثنا أحمد بن محمد بن نصر بن الأشقر أبو بكر ، ثنا عمران بن موسى الطائي بمكة ، ثنا إسماعيل بن سعيد الخراساني ، ثنا إسحاق بن سليمان الرازي ، قال : قلت لمالك بن أنس : يا أبا عبد الله ، كم وزن صاع النبي - صلى الله عليه وسلم ؟ قال : خمسة أرطال وثلث بالعراقي ، أنا حزرته . قلت : يا أبا عبد الله ، خالفت شيخ القوم . قال : من هو ؟ قلت : أبو حنيفة يقول : ثمانية أرطال ؛ فغضب غضبا شديدا ، وقال : قاتله الله ! ما أجرأه على الله ! ثم قال لبعض جلسائه : يا فلان ، هات صاع جدك ، ويا فلان ، هات صاع عمك ، ويا فلان ، هات صاع جدتك ، قال إسحاق : فاجتمعت آصع ، فقال مالك : ما تحفظون في هذه ؟ فقال هذا : حدثني أبي عن أبيه أنه كان يؤدي بهذا الصاع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال الآخر : حدثني أبي عن أخيه أنه كان يؤدي بهذا الصاع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . وقال الآخر : حدثني أبي ، عن أمه أنها أدت بهذا الصاع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . قال مالك : أنا حزرت هذه فوجدتها خمسة أرطال وثلثا ، قلت : يا أبا عبد الله أحدثك بأعجب من هذا عنه ؛ إنه يزعم أن صدقة الفطر نصف صاع ، والصاع ثمانية أرطال . فقال : هذه أعجب من الأولى ؛ يخطئ في الحزر ، وينقص في العطية ، لا بل صاع تام عن كل إنسان ؛ هكذا أدركنا علماءنا ببلدنا .

                                                          [ ص: 346 ]

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية