الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما قرر جهلهم، أتبعه عجزهم فقال: وضل أي ذهب وشذ وغاب وخفي عنهم ولما كانت معبوداتهم إما ممن لا يعقل كالأصنام وإما في عداد ذلك لكونهم لا فعل لهم في الحقيقة، عبر عنهم بأداة ما لا يعقل فقال: ما كانوا أي دائما يدعون في كل حين على وجه العادة.

                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان دعاؤهم لهم غير مستغرق لزمان القبل، أدخل الجار فقال: من قبل فهم لا يرونه فضلا عن أنهم يجدون نفعه ويلقونه، [ ص: 216 ] كأنهم كانوا لما هم عريقون فيه من الجهل وسوء الطبع يتوقعون أن يظفروا بهم فيشفعوا لهم، فلذلك عبر بالظن في قوله: وظنوا أي في ذلك الحال ما لهم وأبلغ في النفي بإدخال الجار على المبتدأ المؤخر فقال من محيص أي مهرب وملجأ ومعدل.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية