الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                2021 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا زيد بن الحباب عن عكرمة بن عمار حدثني إياس بن سلمة بن الأكوع أن أباه حدثه أن رجلا أكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله فقال كل بيمينك قال لا أستطيع قال لا استطعت ما منعه إلا الكبر قال فما رفعها إلى فيه [ ص: 167 ]

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                [ ص: 167 ] قوله : ( إن رجلا أكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله فقال : كل بيمينك ، قال : لا أستطيع ، قال : لا استطعت ، ما منعه إلا الكبر ، قال : فما رفعها إلى فيه ) هذا الرجل هو ( بسر ) بضم الباء وبالسين المهملة ، ابن راعي العير ، بفتح العين وبالمثناة ، الأشجعي ، كذا ذكر ابن منده وأبو نعيم الأصبهاني ، وابن ماكولا وآخرون وهو صحابي مشهور عده هؤلاء وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم ، وأما قول القاضي عياض - رضي الله عنه - : إن قوله : ما منعه إلا الكبر ، يدل على أنه كان منافقا ، فليس بصحيح ، فإن مجرد الكبر والمخالفة لا يقتضي النفاق والكفر ، لكنه معصية إن كان الأمر أمر إيجاب .

                                                                                                                وفي هذا الحديث : جواز الدعاء على من خالف الحكم الشرعي بلا عذر ، وفيه : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كل حال حتى في حال الأكل ، واستحباب تعليم الآكل آداب الأكل إذا خالفه ؛ كما في حديث عمر بن أبي سلمة الذي بعد هذا .




                                                                                                                الخدمات العلمية