الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( 7 ) عجز منتديات الشباب عن أداء دورها

تعجز منتديات الشباب سواء أكانت رياضية أم ثقافية عن أداء ما هـو مطلوب منها؛ مما يجعل لدى الشباب فراغا لا يستثمر إلا في تبادل المغامرات العاطفية، والتجارب الخاصة، بل إن بعض المنتديات نفسها قد تكون مباءة لأنواع من الانحرافات والممارسات الخاطئة، ولعل عدم توفر البرامج الشبابية المتعددة التي يمكن أن تستقطب طاقات الشباب وجهودهم عامل أساسي في الانحراف، يقول أحد الشباب في التحقيق السابق: [وجود الأندية الرياضية، وهي كثيرة، يجب أن تسخر أثناء الإجازة الصيفية من أجل المواطن، إن الشعار " ثقافي.. اجتماعي.. رياضي " يجب أن يترجم كاملا إلى واقع يستطيع عبر برامج ثقافية واجتماعية ورياضية وفنية، ربط الشباب بالأرض هـنا.. إن الأندية كما نرى قصرت؛ حيث طبقت من هـذا الشعار النشاط الرياضي وتركت الأنشطة الأخرى.. إن مفهوم الأندية عندي - والكلام للشباب - يتعدى حصولها على كأس، إن لها دورها، ويجب أن تلعبه، وهذا هـو المهم، والأندية عموما بوضعها الحالي مناخ سيئ].

ويلاحظ على وزارات الشباب المشرفة على الأندية الرياضية وأنشطة الشباب عامة أنها لا تتواكب مع طموحات الشباب، ولا تحقق أهدافهم وآمالهم في مستقبل مشرق نافع، وكل ذلك لأن الوزارات الشبابية وهيئات الرعاية الشبابية لم تقم في أساسها للاستجابة لتطلعات الشباب، [ ص: 48 ] وتكييف حياتهم مع أعمارهم ومجتمعاتهم، وإنما قامت لتبرير السياسات التي تنتهجها الأنظمة، ولإلهاء الأمة عن مسئولياتها الكبرى ومشكلاتها العاجلة، ولامتصاص نقمة الشباب وغضبه؛ حيث يرى أمته مهزومة في ميادين الحياة كلها، تعيش على هـامش فتات التاريخ، وعلى ما تنتجه الشعوب من الإبرة إلى الصاروخ كما يقولون.

إن غالبية الشباب تعاني من سوء التوافق مع أنظمتها، فهم إما مطاردون، أو معتقلون، أو مستسلمون، أو قانعون، أو غير مبالين.

إن وظائف الأندية، وهيئات رعاية الشباب أن تصوغ الشباب وفق أهداف معينة تتلاءم مع زمانهم، وتساعد على إبراز مواهبهم النظرية والعملية في الميادين المختلفة حتى توفر لهم الجو الذي تصقل فيه المواهب، وتطور الابتكارات، ويلقى الموهوبون والمتفوقون في المجالات العلمية والإنسانية كلها التقدير الذي يشجع على ظهور المزيد منهم، واستمرار القديم.

ولا شك أن وظائف رعاية الشباب والأندية - إلى جانب ما تقوم به في تربية الشباب - أن تحصن الشباب ضد الغزو الحضاري والفكري، وضد التخريب العقيدي، والتربوي، والنفسي، ليكونوا قادرين على مواجهة التحديات المختلفة التي تواجه أمتهم وعقيدتهم ووجودهم..

التالي السابق


الخدمات العلمية