الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          4296 - (بخ د) : عمر بن قيس الماصر ، أبو الصباح بن أبي مسلم الكوفي ، مولى ثقيف ، وقيل : مولى الأشعث بن قيس الكندي ، وقيل : العجلي .

                                                                          [ ص: 485 ] قال عبد الرحمن بن أبي حاتم : حدثنا يونس بن حبيب بن عبد القاهر بن عبد العزيز بن عمر بن قيس بن أبي مسلم الماصر العجلي .

                                                                          وقال أبو نعيم الحافظ في " تاريخ أصبهان " : كان أبو مسلم والد عمر من سبي الديلم سباه أهل الكوفة ، وحسن إسلامه فولد له قيس الماصر ، قال : ويقال : إنه مولى علي بن أبي طالب وولاه الماصر فهو أول من مصر الفرات ودجلة .

                                                                          روى عن : زيد بن وهب الجهني ، وشريح بن الحارث القاضي ، وعمرو بن أبي قرة الكندي (بخ د) ، ومجاهد بن جبر المكي ، ومحمد بن الأشعث بن قيس .

                                                                          روى عنه : زائدة بن قدامة (د) ، وسفيان الثوري ، وطعمة بن عمرو الجعفري ، وعبد الله بن عون ، ومسعر بن كدام (بخ) .

                                                                          قال أحمد بن سعيد بن أبي مريم عن يحيى بن معين ، وأبو حاتم : ثقة .

                                                                          وقال أبو عبيد الآجري : سئل أبو داود عن عمر بن قيس [ ص: 486 ] الماصر ، قال : من الثقات ، وأبوه أشهر منه وأوثق .

                                                                          قال الأوزاعي : أول من تكلم في الإرجاء رجل من أهل الكوفة يقال له : قيس الماصر .

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " .

                                                                          روى له البخاري في " الأدب " ، وأبو داود حديثا واحدا ، وقد وقع لنا بعلو عنه .

                                                                          أخبرنا به أبو إسحاق ابن الدرجي بالإسناد المذكور آنفا عن الطبراني ، قال : حدثنا علي بن عبد العزيز ، قال : حدثنا أحمد بن يونس ، قال : حدثنا زائدة بن قدامة ، قال : حدثنا عمر بن قيس ، عن عمرو بن أبي قرة ، قال : كان حذيفة بالمدائن ، وكان يذكر أشياء قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأناس من أصحابه في الغضب ، فينطلق ناس ممن سمع ذلك من حذيفة ، فيأتون سلمان فيذكرون له قول حذيفة ، فيقول سلمان : حذيفة أعلم بما يقول ، فيرجعون إلى حذيفة فيقولون : قد ذكرنا ذلك لسلمان فما صدقك ولا كذبك ، فأتى حذيفة سلمان وهو في قبة له فقال : يا سلمان ، ما يمنعك أن [ ص: 487 ] تصدقني بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال سلمان : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغضب ، فيقول في الغضب لأناس من أصحابه ، ويرضى فيقول في الرضى لأناس من أصحابه ، أما تنتهي حتى تورث رجالا حب رجال ورجالا بغض رجال حتى توقع اختلافا وفرقة ، ولقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب ، فقال : " أيما رجل من أمتي سببته سبة أو لعنته لعنة فاجعلها عليه صلاة يوم القيامة . والله لتنتهين أو لأكتبن فيك إلى عمر " .

                                                                          رواه أبو داود عن أحمد بن يونس ، فوافقناه فيه بعلو .

                                                                          ورواه البخاري من وجه آخر عن مسعر ، عنه ، بمعناه يزيد وينقص .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية