[ ص: 593 ] الثانية : يجوز أن يكون ، خلافا لقوم . النبي - صلى الله عليه وسلم - متعبدا بالاجتهاد فيما لا نص فيه
لنا : لا محال ذاتي ، ولا خارجي .
قالوا : يمكنه التحقيق بالوحي ، والاجتهاد عرضة الخطأ .
قلنا : الظن متبع شرعا ولا يخطئ لعصمة الله له ، أو لا يقر عليه فيستدرك ، أما وقوعه فاختلف فيه أصحابنا والشافعية ، وأنكره أكثر المتكلمين .
لنا : ( اعتبروا ) وهو عام ، فيجب الامتثال ، وعوتب في أسارى بدر والإذن للمخلفين ، ولو كان نصا لما عوتب ، وقال : و إلا الإذخر و لو قلت : نعم . لوجبت لو سمعت شعرها لما قتلته ، وقال له السعدان والحباب : إن كان هذا بوحي فسمع وطاعة ، وإن كان باجتهاد فليس هذا هو الرأي ، فقال : بل باجتهاد ورأي رأيته ورجع إلى قولهم .
وقد حكم داود - عليه السلام - باجتهاده وإلا لما خالفه سليمان ، وإلا لما خص بالتفهيم .